أنشطةغير مصنف

التفسير المنهاجي عند الإمام عبد السلام ياسين -تقرير عن ندوة-(حمزة شرعي)

تقرير عن ندوة دولية في موضوع:

“التفسير المنهاجي عند الإمام عبد السلام ياسين تنظيم مركز ابن غازي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية

الإطار الزمانيالأحد 27 شتنبر 2020 ابتداء من الساعة (GMT+1 14:00)

الوعاء الزمني الذي جرت فيه الندوة (من 14س و00د إلى 16س و10د)

لإطار المكانيعقد اللقاء عن بعد بواسطة تطبيق (zoom) وأذيع على صفحة المركز في فيسبوك.

حضور لا بأس للمهتمين بالموضوع (باحثون وطلبة جامعيون ومهتمون) تابعوا بإمعان مجريات الندوة، وتفاعلوا مع قضاياها البحثية.

باسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..

إنّه مما يدعو إلى الحديث عن موضوع التفسير المنهاجي عند الإمام عبد السلام ياسين  قلّة من تكلم فيه وأعطاه حقّه، مع أهميّته العلمية الكبرى من حيث ارتباطه بالكتاب العزيز من جهة، ولأن المقاربة التي تم تناوله بها قد جاءت وفق رؤية منهاجية تجديدية، ومنظومة قيمية وعمرانية، تتصل بمنهج خاص في التفكير وطريقة مخصوصة في الاشتغال على النص القرآني، عمل من خلالها الإمام عبد السلام ياسين –رحمه الله- على تحقيق حصول مقاصد القرآن في هذا الزمان؛ من ترسيخ لقيم الإيمان، وتعميق لمهارات التفكير لدى الإنسان، وتوظيفها لخدمة الواقع، من أجل الارتقاء بالفرد والمجتمع.

تفاصيل الندوة الدولية:

استهل الندوة مسيّرها ومنسّقها الدكتور هشام لعشوش (الكاتب العام ومسؤول الدراسات التربوية في مركز ابن غازي) الذي رحّب بالمتابعين وبالأساتذة المشاركين، ثم أكّد على أهميّة عقد مثل هذه الندوات العلمية التي تعنى بالكشف عن مناهج التفسير عند الأعلام المجددين المتقدمين منهم والمتأخرين. ثم أشار إلى أن الإمام عبد السلام ياسين هو واحد من هؤلاء الأعلام الذين حرصوا على تفعيل القرآن في الحياة الاجتماعية، ودعوا إلى إعتاقه من المصاحف والمساجد وحلقات الذكر، وإخراجه إلى الواقع بتحكميه في مختلف النوازل السياسية والاقتصادية الاجتماعية والفكرية؛ إذ القرآن عقيدة روحية وسياسية ينبثق عنها نظام سياسي واجتماعي وحضاري، ومنظومة تربوية بامتياز ينبثق عنها منهاج تعليمي.

وقد عمل المسيّر طيلة أطوار الندوة على توزيع المداخلات بعناوينها على المشاركين مع تدبير زمنها..

بعد ذلك أعطيت الكلمة للدكتور عبد الرحمان عبيد وهو أستاذ محاضر في كلية الدراسات القرآنية بالجامعة الإسلامية الماليزية، في حدود خمس عشرة دقيقة (من 14س و15د إلى 14س و30د)، حيث جاءت مداخلته تحت عنوان: “التفسير المنهاجي معالم في الطريق”. وقد طرح عبيد لمقاربة موضوعه إشكالية رئيسية مفادها أنه: إذا لم يكن الإمام عبد السلام ياسين قد وضع تفسيرا كاملا أو جزئيا للقرآن الكريم فما ثمرة الحديث عن تفسيره المنهاجي؟

وقد سلك الدكتور في الإجابة عن هذه الإشكالية منهجا تاريخيا عرض من خلاله تجارب المفسرين الأوائل من أمثال: الإمام الزمخشري والإمام الطبري وغيرهما كثير ممن أسهموا في تقعيد مناهج تفسير القرآن الكريم وتقريبها إلى الجماهير المؤمنة في ذلك الزمان، وآخرون لم يثبت أنهم خصّوا التفسير بمصنف كامل أو جرئي يتناوله، لكنّهم مع ذلك يستحقون الانضمام إلى زمرة المفسرين الكبار، ذلك أنّهم قد امتلكوا قواعد هذا الفن وحصّلوا آليات الاشتغال على النص القرآني، ولذلك لم تخل مصنفاتهم من إشاراتٍ تفسيرية للقرآن عميقةٍ، ومن اختياراتٍ في تأويل آياته صحيحةٍ، كانت على قدر كبير من الرسوخ والمهارة العلمية في هذا الباب.

ومن هنا لا غرو أن نصف الإمام عبد السلام ياسين بكونه مفسرا معاصرا، حيث إننا قد وجدنا عند الرجل رؤية مقاصدية ومنهجا مخصوصا في الاشتغال على النص القرآني، وهي نسقية فريدة يمكن الوقوف عليها بعد استقراء وجمع تلك الشذرات التفسيرية المبثوثة في ثنايا مؤلفاته المختلفة؛ وما ذلك إلا لأنه قد امتلك كل مقومات اقتحام هذا الفن بالدراسة والتحليل، ودخول هذا المضمار بربط القرآن المجيد بالواقع المحلي والإقليمي والعالمي.

وقد نبّه الدكتور عبر الرحمان عبيد إلى أن القيمة المعرفية للتفسير المنهاجي عند الإمام عبد السلام ياسين تتمثل في إحيائه لمصلحات قرآنية ذات دلالات عملية كبيرة، منها: مفهوم (القومة) المستمد من قول الله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ﴾(الجن: 19)، ومن قوله جلّ وعلا: ﴿وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا﴾(يونس: 105)، فهو مصطلح عملي وظفه الإمام المرشد للدفع بعجلة النهضة، ولتحرير المجتمع من علله الذاتية الكامنة فيه، وأيضا من أجل ترسيخ المبادئ الحسنة الخيّرة التي تكسب المديح في الدنيا والثواب في الآخرة.

والذي تميّز به الشيخ في هذا السياق هو تحويل معاني هذه الآيات من مفهومها الضيق الخاص بسياقات نزولها، إلى معاني شاملة تواكب كل العمليات، من ذلك تعبير (اقتحام العقبة) المستلهم من قوله تعالى: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾(البلد: 11)، الذي جعله الإمام رحمه الله شاملا لكل معاني المبادرة والإقدام، والمسارعة في الخيرات والتسابق إلى فعلها.

ليختم مداخلته بالإشارة إلى أن الإمام عبد السلام ياسين جعل مصطلح المنهاج -هذا المصطلح القرآني- رمزا لمشروعه الإصلاحي والدعوي، وهو بذلك يوافق ما فعله الزمخشري حينما سعى إلى توظيف تفسيره (الكشاف) في خدمة اختياراته المذهبية العقدية، على أن ذلك التوظيف لا يكون خسيسا ما دام نزيها في حدود ما هو مقبول شرعا وعقلا وعرفا.

وفي مداخلة ثانية قدمها الدكتور محماد رفيع بعنوان: “معالم النظر المقاصدي في آيات الكتاب عند الإمام عبد السلام ياسين منهجا وموضوعا” في حدود خمس عشرة دقيقة أيضا (من 14س و30د إلى 14س و45د)، سعى من خلالها الدكتور بجامعة محمد بن عبد الله بفاس إلى بيان موقع منهج الإمام في سياق مناهج التفسير القائمة، وإلى إبراز معالم النظر المقاصدي عنده منهجيا ومعرفيا.

وقد قرّر رفيع أن الإمام عبد السلام ياسين قد تعامل مع آيات القرآن الكريم نظرا، وتأويلا، واستنباطا، بمنهج موضوعي خالص يتناول القضايا الجزئية بردها إلى أحكام كلية وفق المقاصد القرآنية.

وأمّا فيما يخص معالم النظر المقاصدي منهجيا: فالإمام عبد السلام ياسين ما فتئ يدعو إلى الاحتكام والامتثال للقرآن الكريم حالا ومآلا، على اعتبار أنه مصدر المعرفة اليقيني الذي يرجع إليه كل من آمن قلبه واستنارت بصيرته بنور الحق. هذا إلى جانب خطوة منهجية غاية في الأهمية وهي استقراء المعاني الجزئية للقرآن الكريم لبناء المعرفة الكلية، وقد توسّل الإمام ياسين بالمنهج الاستقرائي للتوصّل إلى أحكام كلية وقواعد عامة، يقتدر بها على تشخيص الأحوال، وإيجاد الوصفات الناجعة لدعمها إن كانت مناسبة لخطة المقاصد، ولمعالجتها إن كانت تعود على الأصول العامة بالبطلان.

كما أن الإمام عبد السلام ياسين يميّز بين النصوص القرآنية التأسيسية المرجعية وبين النصوص التفسيرية النسبية، ولذلك فهو يعمد إلى تفسير القرآن المجيد وفق السياق المعاصر المرتبط بحاجات الأمة والتحديات التي تعترضها.

وأما فيما يتعلق بمعالم النظر المقاصدي معرفيا: فقد أبرز الدكتور محماد رفيع أنّ الإمام المرشد –رحمه الله- ينظر إلى الألفاظ القرآنية بمنظور كلي مقاصدي، ويربطها بمشروع العدل والإحسان الإصلاحي التجديدي؛ فآيات القرآن بالنسبة إليه هي عناوين كلية وأجوبة شافية لأزمات وإشكالات الأمَّة الإسلامية، كما أنه لا يتجاوز البعد الأخروي في الحكم على المعطيات الدنيوية، فمواقفه من كل شيء ترجع إلى مصدر رباني يقيني.

وقد جاءت الورقة الثالثة تحت عنوان: “حقوق المرأة في التفسير المنهاجي” وقدّمها الدكتور عدنان محمد شلش في حدود خمس عشرة دقيقة (من 14س و45د إلى 15س)، والدكتور عدنان هو أستاذ محاضر بالجامعة الإسلامية الماليزية. وقد رام من خلال مداخلته إبراز مكانة المرأة في فكر الأستاذ عبد السلام ياسين المنهاجي؛ وقد وقف عدنان على جملة من النصوص التي صرّح فيها الإمام صراحة أو ضمنيا بمنزلة المرأة المسلمة في الشريعة الإسلامية التي جعلتها في الصدارة من جهة كونها نصف النوع الإنساني، وكذلك من جهة اعتبارها المربية الأولى، إذ بصلاحها يصلح المجتمع كله، وبفسادها يفسدُ.

كما أكّد الدكتور أن الإمام عبد السلام ياسين قد اعتنى كثيرا بموضوع المرأة ودورها في بناء المجتمع، وهو عند تفاعله مع الآيات المتضمنة للمرأة وما يتعلق بها من أحكام، يقوم بإبداع مصطلحات فريدة لها حمولات قيمية وروحية جليلة، تضفي على النص القرآني طابعا جماليا جديدا بإظهار زاوية فهم للنص لم يسبق الوقوف عليها من قبل -حسب ما ذكر الدكتور-، وذلك يعكس بلا شك ربانية الرجل وتشبعه بالقيم الروحية العالية.

وأمّا المداخلة الرابعة للأستاذ مبارك الموساوي الباحث في قضايا الفكر والسياسية، فكانت تحت عنوان: “التفسير في سياق التجديد عند الإمام عبد السلام ياسين”، في حدود عشر دقائق (من 15س و00د إلى 15س 10د).

وفحوى مداخلته أن الإمام عبد السلام ياسين قد امتلك نظرية بنائية محكمة في تفسيره للنص القرآني، بمعنى أن الغرض عنده هو تحريك المضامين المستقاة من تلك النصوص القرآنية في عملية بنائية عمرانية تغطي كل مجالات الحياة الإنسانية، وتلك النظرية البنائية للتفسير عند الإمام يمكن استخلاصها أساسا – حسب قول الأستاذ مبارك – من كتابه الموسوم ب: “القرآن والنبوة”.

كما أشار في هذا السياق إلى أنه لا يمكننا أن نتحدث عن الإمام بكونه مفسرا متخصصا بالمعنى الحقيقي للكلمة، وإنما نتحدث عنه بكونه إماما مجددا لكل حقول المعرفة الشرعية ومن ذلك حقل التفسير. فلم تكن غاية الإمام رحمه الله النظر في جزيئات المعاني القرآنية، بقدر ما كان يهدف إلى استنتاج قواعد كلية وخلاصات عامة وربطها بالمشروع النهضوي الذي تنشده الأمة الإسلامية للعمران البشري في الحال والمآل، ومن هنا فالإمام –رحمه الله- ينظر إلى الوحي القرآني كوحدة كلية واحدة وموحدة، تنير الطريق وتعين العارف على حسن الاختيار والأداء.

ثم تحدث الأستاذ مبارك الموساوي في الأخير عن الخصال العشر عند الإمام ياسين، واعتبرها مداخل أساسية للإصلاح العمراني مستلهمة من الرسالة الإلهية لهداية البشرية في نسقيّتها البنائية الطموحة، وشموليتها الوارفة.

وفي ورقة أخرى قدّمها الدكتور رشيد عموري تحت عنوان: “ثنائية الدعوة والدولة في تفسير الإمام عبد السلام ياسين” في حدود خمس عشرة دقيقة (من 15س و10د إلى 15س و25د)، سعى من خلالها رشيد إلى الكشف عن مفهوم هذه الثنائية وبيان موقعها في التفسير المنهاجي عند الإمام عبد السلام ياسين.

وقد أشاد الدكتور بالحضور القوي لهذه الثنائية في ذهن المجدد ياسين – رحمه الله- خصوصا على مستوى فهم النص القرآني، كما أكّد أن هذا الانفصام الحاصل بين الدعوة والدولة ليس أصلا في الفكر الإسلامي، وإنما هو نتيجة للانكسار التاريخي الذي جعل من تداول السلطة والحكم يتحوّل من نظام  قائم على الشورى والاختيار يبعث في النفس الرضى والانبساط، إلى نظام وراثي لا يتمتع بأدنى مشروعية.

ومن جهة أخرى يشير الدكتور رشيد عموري إلى أن التفسير المنهاجي عند الإمام ياسين لا يقتصر على جانب واحد فقط، وإنَّما هو عام وشامل لكل ما يتعلق بالفرد والجماعة. كما أنه لا يهتم بالتفاصيل المستهلكة للنص القرآني وإنما حاول الإمام –رحمه الله- إسقاط معاني ذلك النص على ما يعانيه العالم الإنساني من أزمات ونكبات.

وخلاصة هذه المداخلة أن الإمام المرشد عبد السلام ياسين قد استطاع تبديد ذلك الانفصام الحاصل بين الدعوة والدولة، وحاول جاهدا تأصيل مبدأ الجمع بين السياسي والدعوي بآيات بينات، تأصيل يجدد للأمة أمر دينها على بصيرة وأسس علمية متينة.

بعد ذلك أعطى المسيّر الكلمة للدكتور حسن الأشهب وهو أستاذ الثيولوجيا والمناهج في العلوم الإسلامية بأمريكا في مداخلة خامسة بعنوان: “تحيين النص القرآني عند الإمام عبد السلام ياسين”، وقد جاءت مداخلته في حدود خمس عشرة دقيقة (من 15س و25د إلى 15س و40د).

وقد حاول الدكتور حسن في مداخلته سبر أغوار ملامح التفسير المنهاجي في سياق الإصلاح عند الإمام عبد السلام ياسين، وقد خلص إلى أن تحيين الأستاذ ياسين للقرآن الكريم دراسة، وتثقيفا، وبسطا معرفيا وعمليا، إنما يروم استعادة قوّة الإسلام الاقتراحية في الحياة المعاصرة.

ويقرّر حسن أننا لا نكون مبالغين إذا اعتبرنا أن مشروع الإمام ياسين السياسي، والاجتماعي، والفكري، والتربوي، والدعوي، إنما هو محاولة لتفسير الوحي وتنزيله، فالنظر القرآني عند الإمام يكتسي أهمية كبرى، لأنه مصدر المعرفة اليقيني الذي يحدد الاتجاهات والرؤى، وبه نستطيع تعيير كل فعل، والكشف عن مدى بعده أو قربه من الهدي الرباني. كما أكّد الدكتور أن الإمام عبد السلام ياسين كان يدور مع القرآن حيثما دار، وقد تمكّن إلى حد كبير من تحريره من ذلك الفهم الضيق الاسترجاعي للنصوص القرآنية الذي تضيع معه المقاصد والمعاني الحية التي تفيد الإجابة عن الواقع، إلى استنطاق يخدم الواقع، فالقراءة التي تعود إلى لغة العرب فقط لا تسمح بجعل القرآن الكريم مسايرا لحاجات الزمان وحيثيات المكان، وهو بهذا يعطي لخصيصة صلوحية القرآن لكل زمان ومكان معنى عمليًّا.

وأمّا المداخلة السابعة فعنوانها: “إقامة الدين في ضوء القرآن دراسة مقارنة بين الشيخ المودودي والإمام عبد السلام ياسين”، وقد ألقاها الدكتور تاج الإسلام من ماليزيا باللغة الإنجليزية في حدود خمس عشرة دقيقة (من 15س و40د إلى 15س و55د).

وختمت هاته الندوة بمشاركة أخيرة للدكتور عبد الصمد المساتي الكاتب العام للمركز العلمي للنظر المقاصدي في القضايا المعاصرة تحت عنوان: “الوحدة البنائية في التفسير عند الإمام المجدد عبد السلام ياسين”، في حدود خمس عشرة دقيقة (من 15س و55د إلى 16س و10د).

وقد أشار د المساتي في البداية إلى أن الإمام المرشد عبد السلام ياسين كان رجل القرآن الكريم بامتياز، وأنه حرص على تفعليه في الحياة العامة، فالقرآن عند الإمام مشروع عمر المؤمن وربيع قلبه. مؤكدا أن مشروع الإمام ياسين يستمد أصوله النظرية والتطبيقية من منهجية بنائية تكوينية، استلهمها من ينابيع القرآن الكريم الذي يهدي النفس البشرية والمجتمع الإنساني إلى أقوم السبل وأفضلها.

وقرّر الدكتور أيضا أن الإمام ياسين قد وظف الرؤية البنائية في قراءة النصوص القرآنية، تلك الرؤية التي تنطلق من اعتبار القرآن جملة واحدة، ووحدة كلية، وبتلك الوحدة يظهر تفردّه من حيث الخصائص والمقاصد والآثار….، إنه مشروع حضاري يستوعب كل النظم، على أساس ما جاء في الكتاب المسطور بنظرة شاملة، وبقراءة متزامنة مع ما كان يجري من أحداث.

فمشروع الإمام عبد السلام الإصلاحي المستلهم من القرآن كما تقرَّر يهدف –فيما يهدف- إلى ربط الإنسان بخالقه ارتباطا عرفانيا إحسانيا، وهو مشروع يؤمن أيضا بالتدرج في التربية: ينقل الفرد من إسلام إلى إيمان إلى إحسان. أمّا على المستوى الجماعي فقد رسخ الإمام وحدات كلية هي بمثابة مداخل تنظيمية للعلاقات البشرية، ليسير الإحسان مع العدل، وأوّل ما ينبغي التفكير فيه هو بناء الجماعة على نواظم المحبة والنصيحة والشورى.. وتعاهدها بالتذكير والاستحضار…

وفي النهاية نوّه المسيّر بأشغال هاته الندوة الدولية وبأهمية موضوعها، وقد أجمعت مداخلات الندوة على وجود منهاج تفسيري أصيل عند الإمام عبد السلام ياسين، حاول من خلاله إصلاح حياة الأفراد والجماعات، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية…

كما شكر المسيّر في كلمته الختامية الحضور والمشاركين والقائمين على هذا المركز العلمي الرائد.

والحمد لله رب العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق