أخبار المركزالمشروع القائم

الفكر الأخلاقي المعاصر ورهانات الأخلاق التطبيقية المجالية

-ورقة كتاب جماعي محكم-

كان من نتائج تسارع مسار العلم  في العصر الحديث، سواء كان في الطبيعيات أو في الإنسانيات، اعتبار المقوم الأخلاقي في البحث العلمي كابحا لطموح العقل “الحداثي” في السيطرة والتحكم في الموضوع (الإنسان والطبيعة) عبر التكميم والتجريب؛ مما نتج عن ذلك نشوء “نموذج معرفي” هيمن على المنهج العلمي الحديث، يسنده تحالف العلم مع التقنية؛ الذي تتلخص أهم مبادئه في “الموضوعية العلمية” و”الصرامة المنهجية” و”الحياد الأخلاقي” للناظر والباحث، وقصر المنهجية العلمية على التجربة الحسية في المقام الأول، أو الاستنباط العقلي والمنهج الاستقرائي، وغيرها من المبادئ التي تشكل مقومات المنهج العلمي في النسق المعرفي الغربي الحديث، حتى صار من السمات المميزة لهذا النسق وشعاره الدال هو “لا أخلاق في العلم”.

    في الوقت الذي يذهب فيه آخرون إلى إن المنظومة المعرفية “الحداثية” و”ما بعد الحداثية” موسومة في حقيقتها بطابع النسبية والتغير والتحول المستمر؛ على اعتبار أن “الحداثة” ذاتها هي في الواقع سلسلة متلاحقة من الانقلابات على الموروثات التي تقيد “الذات” عن ممارسة قيمة القيم في فلسفة الحداثة، ألا وهي “الحرية”، وانعتاقها من كل معيار متعال، دينيا كان أو ميتافيزيقيا أو أخلاقيا، بل وحتى تنظيميا سلطويا، وبتعبير الفيلسوفة جاكلين روس، “إننا نحيا في زمن زالت فيه المرجعيات التقليدية”[1].

    في المقابل، فإن “الفلسفة الأخلاقية المعاصرة” قد تنادت للتحذير من مآلات النسق الحداثي التقني التطبيقية، في إطار وعي فلسفي نقدي وإنقاذي جديد، ومتسلح بالاعتبار القيمي الأخلاقي التقويمي لأعطاب الحداثة وما بعد الحداثة ونتائجهما، وذلك من أجل إعادة ترتيب وضع الإنسان في الطبيعة وتحديد وظائفه فيها؛ مما أسهم في  ظهور فلسفات، بل تيارات فلسفية تنادي بتخليق العلم والمعرفة، وإن اختلفت مشاربها ومناهجها، إلا أنها تُعد تعبيرا عن عمق الأزمة الأخلاقية التي انحدر إليها النظام المعرفي الحديث، وتعبيرا عن التوتر الحاد بين العلم والتقنية، من جهة، بما تتسم به من تقدم وتحول متسارع لا يتوقف، وبين القيم والأخلاق بما تتميز به من خصائص المحافظة والثبات من جهة أخرى.

     في خضم ذلك ظهر ما يُدعى بـ”الأخلاقيات التطبيقية” المرتبطة بقطاعات علمية محددة؛ و”هي مجموعة من القواعد الأخلاقية العملية المجالية، تسعى لتنظيم الممارسة داخل مختلف ميادين العلم والتكنولوجيا وما يرتبط بها من أنشطة اجتماعية واقتصادية ومهنية، كما تحاول أن تحل المشاكل الأخلاقية التي تطرحها تلك الميادين، لا انطلاقا من معايير أخلاقية جاهزة ومطلقة، بل اعتمادا على ما يتم التوصل إليه بواسطة التداول والتوافق، وعلى المعالجة الأخلاقية للحالات الخاصة والمعقدة أو المستعصية casuistique”[2].

   مما يفيد أن الفكر الأخلاقي المعاصر سيشهد بلا ريب تحولات عميقة، إلى الحد الذي يمكن اعتبارها هزات عنيفة ستطبع مسار هذا الفكر، مع ما يثيره هذا التحول من إشكالات منهجية وإبستيمولوجية؛ إذ ستنقله من طبيعة الأنساق الفلسفية التأملية وقضاياها الكلاسيكية التي درج على درسها مبحث الأخلاق من لدن الفلسفة اليونانية بمختلف طبقاتها (طبيعة الخير والشر ومفهوم السعادة وغيره)، إلى الفلسفة الأخلاقية الحديثة (كالنفعية عند جريمي بنثام، والواجب الأخلاقي عند كانط، وغيرها)، وما تلاها من مذاهب ومدارس.

محاور الكتاب المقترحة:

   تفصيلا وتعميقا للبحث في مجالات وقضايا “الأخلاقيات التطبيقية”، وإشكالاتها المنهجية والمعرفية والفلسفية؛ نهيب بالباحثين المهتمين بالقضايا الأخلاقية العملية المشاركة في إنجاز كتاب جماعي محكم من خلال الاشتغال على إحدى موضوعات المحاور المقترحة:

  • “الأخلاقيات التطبيقية” وشروط البناء المنهجي والابيستيمولوجي للعلم.
  • الفلسفات “الأخلاق البيئية”؛ المدارس والأطروحات، والنتائج.
  • العلم بين حرية البحث وقيد التقويم الأخلاقي المعياري
  • سؤال الأخلاق في مجالات العمل الطبي أو “البيوإيتيقا”
  • أخلاق الأعمال والمهن: الأسس النظرية وإكراهات العمل الميداني
  • فضاءات التربية والتعليم وسؤال التربية على القيم الأخلاقية
  • قطاع الإعلام والاتصال بين خلق الحرية وضوابط قيم المهنية والواجب
  • سؤال القيم في الآداب والثقافة والفنون بمختلف حقولها وأنواعها.
  • العدالة والمساواة والحق في الحياة من وجهة نظر أخلاقية.

شروط المشاركة في الكتاب:

  1. الالتزام بمنهجية البحث العلمي الأكاديمي في إنجاز الموضوع.
  2. إرسال البحث كاملا (بين3000 و6000 كلمة) قبل 30 أكتوبر 2021.
  3. تخضع جميع البحوث للتحكيم من قبل لجنة علمية سيُعلن عنها مع طبع الكتاب.
  4. التوثيق:

 ترتب المعلومات على الشكل الآتي:

  • اسم الكاتب العائلي ثم يتبعه بفاصلة، والاسم الشخصي متبوعا بنقطة. ثم اسم الكتاب، ثم اسم المترجم أو المحقق، ثم دار الطبع، والبلد، رقم الطبعة، ثم سنة الطبع، ثم الصفحة أو الجزء والصفحة. مثال:
  • إرنست، بارتيدج. مقدمة إلى الأخلاق البيئية، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، ط1، 2007م، ص: 94

بخصوص توثيق المراجع غير العربية، يتم التوثيق كما في المثال:

– CHAMPAGNE, MARTIN. QU’EST -CE QUE L’ÉTIHQUE APPLIQUÉE?, Université du Québec à Trois-Rivières , MAI 2003,p30.      

توثق الآيات القرآنية في المتن، مثال: (محمد:19)

توثق الأحاديث النبوية في الهامش، مثال:

صحيح مسلم، كتاب المساقاة، باب فضل الغرس، رقم الحديث 4050

 ترسل جميع المراسلات مع مختصر سيرة علمية في صيغتي WORDوPDF في العنوانين الآتين:


[1] – روس، جاكلين. الفكر الأخلاقي المعاصر، تعريب: عادل العوا، عويدات للنشر للطباعة، بيروت، ط1، 2001م، ص 13

[2]– بوفتاس، عمر. “الأخلاقيات التطبيقية ومسألة القيم”، ندوة: سؤال الأخلاق والقيم في عالمنا المعاصر، الرابطة المحمدية للعلماء، الرباط، 1432/2011، ط1، ص111.

  • Voir aussi : CHAMPAGNE, MARTIN. QU’EST -CE QUE L’ÉTIHQUE APPLIQUÉE?, Université du Québec à Trois-Rivières , MAI 2003.    
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق