أخبار المركزأنشطة

موقع العربية في السياسة اللغوية بالمغرب…أوجه الترافع ومجالات التدافع -ندوة علمية- …بقلم: ذ. يونس نشاط

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، نظم مركز ابن غازي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، ندوة علمية، حول موقع العربية في السياسة اللغوية المغربية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين الباحثين والمهتمين.
استهلت أشغال الندوة بكلمة افتتاحية تناولت سياق الندوة قدمها الأستاذ: يونس نشاط متسائلا عن جذور وخلفيات النقاش اللغوي بالمغرب، وقيمته وضرورته، في ظل التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم، وعن التناقض الصارخ بين نصوص القوانين والمراسيم الخاصة بوضعية اللغة العربية، وبين الواقع اليومي الذي يعكس سعيا رسميا نحو تهميش العربية الفصحى في زوايا ضيقة، وإقصائها من مجالات الفعل والتأثير تعليميا وثقافيا وإداريا، وضربها في مقتل.

انتقلت الكلمة بعد ذلك إلى الأديب والفيلسوف المغربي؛ بنسالم حميش، الذي شدد في مداخلته على كون اللغة العربية تملك من المقومات والمعايير ما يجعلها لغة عالمية، باعتبارات ذاتية وموضوعية وعلمية، معززة بالشهادات المتواثرة لعلماء وخبراء لغويين غربيين، ومستشرقين كبار، مستنكرا في ذات الوقت الدعوات التي تنادي بإحلال اللغات الأجنبية أو المحلية في التعليم مكان اللغة العربية الفصحى، داعيا الباحثين إلى بدل جهود متواصلة من أجل خدمة اللغة العربية وتقديمها في الصورة التي تليق بها.

-المداخلة الثانية قدمها المحلل والفاعل السياسي؛ الدكتور عبد الصمد بلكبير، الذي حاول تسليط الضوء على الدوافع الحقيقية التي تحرك النقاش اللغوي في المغرب، معتبرا أن النقاش اللغوي جزء من معركة حضارية تستهدف الهوية والقيم التي تعبر عنها هذه اللغة، منذ الاستعمار إلى اليوم.

“اللغة العربية في المغرب بين ٱلتزام المؤسسات وتيه الممارسات”، كان عنوان العرض الثالث، قدمه رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن اللغة العربية؛ الدكتور عبد الحي الرايس، محاولا رصد أوجه التناقض بين الواقع اللغوي، والترسانة القانونية المنظمة لموضوع اللغة.
مفصلا مظاهر التيه اللغوي الذي يحكم المشهد اللغوي بالمغرب، معتبرا أن سؤال الإصلاح التعليمي مثلا، أو الإقلاع التنموي، لا يمكن الإجابة عنهما خارج حدود اللغة الوطنية، والتجارب الأممية خير شاهد.

“العربية في المغرب بين التخطيط والتخبط”، عنوان المداخلة الرابعة، قدمها رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، الدكتور فؤاد بوعلي الذي
اعتبر الاحتفاء باللغة العربية هو مناسبة للافتخار بهذه اللغة وبقيمتها ومكانتها، كما يشهد بذلك خبراء ولغويون وعلماء من كل العالم، معتبرا أن الإشكال الذي تعيشه العربية اليوم إشكالا ليس لغويا وإنما هو إشكال سياسي، وأن الوضع اللغوي في المغرب وضع فوضوي تتجاذبه الانتماءات والولاءات والتعبيرات الأيدلوجية والسياسية، وأن الدولة ظلت طيلة وجودها المؤسساتي هي الفاعل الرئيسي في موضوع السياسة اللغوية، وأن الارتباط بين اللغوي والسياسي هو ارتباط جدلي، وأننا لا نستطيع ضمان العدالة السياسية، والوحدة الوطنية، والتنمية المجتمعية، دون الجواب عن سؤال الهوية اللغوية.
المداخلة الأخيرة حملت عنوان: “السياسة اللغوية المغربية: خلفياتها وانعكاساتها”، قدمها أستاذ اللسانيات بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل؛ الدكتور محمد نافع لعشيري، الذي ميز ابتداء بين مفاهيم السياسة اللغوية والتدبير اللغوي والتهيئة اللغوية، وغيرها من المفاهيم المتحاقلة، معتبرا أن التخبط والغموض سمتان بارزتان للسياسة اللغوية المغربية، التي استهدفت التعريب لصالح هيمنة فرنسية تلغي مبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء المغاربة، في تناقض مع مقتضيات الدستور الذي يعتبر اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، ويدعو إلى صيانة الهوية والتراث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق