المقالات

نعم فلسطيني أكثر من الفلسطينيين..! محمد أبرعوز

                  من الذرائع الرائجة على أفواه بعض المتخاذلين أنصار التطبيع : “لا تكن فلسطينيا اكثر من الفلسطينيين..!”

والحقيقة أن التعامل مع هذه التهمة لا يكون بمحاولة إنكارها والتمحل في ردّها والتنصل منها او تبريرها،وإنما بتأكديها والتشرف بها وإعلانها هدفا استراتيجيا يسعى ليَكُونَها كلُّ غيور على مقدسات أمته..

..نعم أنا فلسطيني أكثر من بعض  الفلسطينيين الذي باعوا قضيتهم، ويشتغلون مع العدو يداً في يد لدفنها،

..فلسطيني أكثر من أيِّ فلسطينيٍّ في بلاد المهجر شغلته متع الحياة ورغد العيش عن قضيته وشعبه، لا دعوة صادقة ولا نقرة تضامن ،ولا تعريفا بالقضية..لا ..ولا…فلسطيني بالنسب والوراثة ليس إلا..!

..نعم أنا فلسطيني أكثر من الذين يفاوضون العدو كي يقتسموا معه أرضنا المباركة..وأي قسمة؟!!

..نعم أنا فلسطيني أكثر من عباس وحكومته وزبانيته ممن تزيد ثرواتهم يوما بعد يوم ثمنا لمنع وقمع وحصار إخوة الدم والأرض..!

..نعم أنا فلسطيني أكثر من أي فلسطيني لا يؤمن ألاَّ موطئ قدمٍ ل ص ه ي و ن ي على أرض الإسراء ..!

..نعم أنا فلسطيني أكثر من أي فلسطيني يرى أن للخنازير الأنجاس حقاً في قدس أقداسنا،الذي يزعم أنها  شرق وغرب..!

..نعم أنا فلسطيني أكثر من أي فلسطيني لا يؤمن بحق العودة لفلسطينيي الشتات إلى أرضهم وبيوتهم والتعويض عن سنوات الطرد والتغريب..!

..نعم أسعى أن أكون فلسطينيا كإخواني المرابطين هناك الذين يدافعون عن مسرانا نيابةً عنا..ولو قدرتُ أن أكون أقوى شكيمةً منهم وأصعب مراساً.. وأسخى روحاً ، وأصدق بأساً ..وو..و..و… لكنتُ أسعدَ الناس بهذا الشرف..ولكن دون ذلك عقبات كؤودات ،وبرازخ بمقاييس سنوات الضوءٍ ،وقبل ذلك كله الاصطفاء الرباني ،و فضله الذي يوتيه من يشاء ،ويختار  لشرفه من يريد..!

حين يستقر هذا في ذهنك أيها المطبع حبيب بني صهيون فاعلم أني أبدا لن أطالبك بألا تكون صهيونياً أكثر من الصهاينة..بل أقول لك وأدعوك أن تكون أكثر صهيونية منهم ،أو لا أقل من أن تكون مثلهم..فعندما نحب يجب ان نحب بعنف،فليس في الحب مناطق رمادية..فالحب للشجعان والجبناءُ تزوجهم أمهاتهم،كما قال الشاعر نزارٌ..رحمه الله..

وعودةً إلى السطر:

وأنا أيضا مغربي أكثر من كثيرين من أدعياء الوطنية، ومثل كثيرين من محبي هذا الوطن،وأقل ،ربما، من كثير من عشاقه، لكني على سكة العشق سائر كما سار والدي العزيز رحمه الله ، أحد أبطال حرب الرمال سنة 63…الذي ترك فيها بعضاً منه وعاش بقية حياته برِجْل ونصف ،ومعاشٍ بالكادِ يُعيشُ  أحد عشر فَماً و”الشمس والقمر”..!  وإن شئت حدثتك عن دماء آلي الأشاوس التي سالت زكية على الرمال هناك..نفس الرمال التي تراها من وراء حاسوبك، أو تسير عليها مختالاً وأنت آمن لا تخشى على نفسك رصاصة غادرٍ ، ولا شظية مدفع قاتلة.. ولا أن يتخطفك من مأمنك عدو خبير بشعاب مهامِهَ زرع فيها الموت في كل شبر من رمالها المتحركة..!بالقول الواحد: دع الأقداسَ لا ترحل يا دعِيُّ لنصرتها

يكفيك من الأوطان كالأنعام معالفُها..!

والسلام على كل أحرار بني الإنسان..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق