سيدي الحاج الحبيب البُوشواري: معالم إصلاحية (عبد الله اسملال)
تقديم
شهد المغرب خلال القرن 19م ومطلع القرن 20م، فترة عصيبة ومفصلية؛ بتزايد الضغوط الاستعمارية، واحتلال أراضيه، ليتطور الأمر إلى تغيير الكثير من معالمه الحضارية والإسلامية. وفي هذا السياق، قام العلماء في مختلف أصقاع المغرب بأدوار مهمة، وبَلْورة مشاريع إصلاحية متعددة، كان الغرض منها: الارتقاء بوعي الأفراد والجماعات إلى مستوى حمايتها من التّكَالب الأوربي، والحفاظ على الهوية الإسلامية.
ويأتي الحاج الحبيب الهشتوكي التَّنَالْتِي ضمن هؤلاء الذين قادوا مشاريع إصلاحية في بيئة تختلف تمام الاختلاف عن باقي حواضر المغرب وبواديه؛ إنها سوس العالمة، قبائل اشتوكة وقبائل أيت صواب منها على الخصوص. ودراسة هذه الشخصية باعتبارها فاعلة في التاريخ تَفرض وضعها في سياقها التاريخي الذي نشأت فيه، من حيث الزمان والمكان والأحداث المفصلية، قصد الإلمام بحيثيات مشروعها الإصلاحي.
عاش الحاج الحبيب، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي إلى ما بعد الاستقلال، وهي فترة زمنية ممتدة وعصيبة في تاريخ المغرب؛ حيث عَاصر سبعة سلاطين علويين، بدءا بالسلطان محمد بن عبد الرحمن وصولاً إلى الملك الحسن الثاني.
وقد قاد الحاج الحبيب مع ثلة من علماء عصره، حركة فكرية إصلاحية في قبائل سوس، عن طريق تجديد أساليب التدريس ومناهجه بالمدارس العلمية العتيقة، ليس هذا فحسب، بل انخرط في دعم المقاومة المسلحة، وكان من مناصري حركة الشيخ أحمد الهيبة التي انطلقت من الجنوب المغربي، بعد التسلط الاستعماري وتوقيع عقد الحماية سنة 1912م. فَمَن يكون الحاج الحبيب؟ وما أفكاره الإصلاحية؟ وما آثاره العلمية والفكرية؟
للإجابة على هذه الإشكاليات، قسمنا البحث إلى أربعة محاور:
أولاً: التعريف بشخصية العَلّامة الحاج الحبيب؛
ثانياً: مظاهر الإصلاح في المشروع العلمي للعَلّامة الحاج الحبيب؛
ثالثاً: النضال السياسي للعَلّامة الحاج الحبيب؛
رابعاً: الآثار العلمية والفكرية للعلّامة الحاج الحبيب.
المحور الأول: التعريف بشخصية العَلّامة الحاج الحبيب
I. حياته
ولد العَلّامة سيدي محمد الحبيب بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد، “الإدريسي نسباً البُوشواري أصلاً المِيلْكِي الهشتوكي مولداً التّنَالْتِي مقاماً”، عام 1275هـ/ 1859م في قرية أيت الطّالْب إبراهيم بقبيلة أيت مِيلك الهشتوكية. والده هو الحاج إبراهيم النازل من “دوار (تاغربوت) (بآيت فلاس) قبيلة من قبائل (آيت ودريم)”، وولدته السيدة رحمة من قرية أيت الطّالْب إبراهيم، وقد عاش يتيم الأب بعد أن توفي وهو صغير، فتربى في كنف والدته. يُعرف لدى العامة والخاصة بـ: سيدي الحاج الحبيب.
وقد وَهَبَ حياته للعلم والكفاح، وفضّل تكوين طلبته بعيداً عن متاع الدنيا، لمدة تناهز نصف قرن من الزمن في مدارس سوس، منها: مدرسة تَنَالْتْ الصوابية التي عمّرها طويلاً إلى أن التحق “بالرفيق الأعلى يوم الاثنين 26 محرم عام 1397هـ الموافق 17 يناير 1977م”، ودفن بجوارها.
II. المسار التكويني والعلمي للحاج الحبيب
تُعتبر منطقة سوس من بين المناطق المغربية التي بَكَرَ إليها المسجد، هذه المؤسسة الدينية والتربوية والتعلمية، كان لها الفضل الكبير في تكوين الفرد المغربي في ظل الوضعية السياسية التي يشهدها المغرب آنذاك؛ إذ يُعد المسجد أولى المراحل في تكوين أبناء الأسر وتلقينهم المبادئ العلمية الأولى لدى الفقيه/”الطّالْبْ”، قبل الالتحاق بالمدارس العلمية العتيقة لاستكمال المشوار العلمي والتّعمق في العلوم الشرعية.
ويُلاحظ، من خلال تتبع أطوار الحياة التكوينية والعلمية للحاج الحبيب، أنها لا تخرج عن هذا المسار؛ حيث تنقسم إلى مرحلتين أساسيتين، هما:
– المرحلة الأولى: التعليم القرآني
يَعودُ الفضل الكبير في تكوين شخصية الحاج الحبيب في هذا الطور إلى والده الحاج إبراهيم، الذي لقنه التربية الصوفية، فمنذ صغره، أخذ بتربيته على المبادئ الأولية للدين الإسلامي وحفظ القرآن الكريم، الذي أتمه سنة 1314هـ/ 1896م على يد ثلة من علماء اشتوكة وفقهائها، أمثال: “الأستاذ محمد بن عبد السلام الميلكي الهشتوكي، وعن الأستاذ الكبير أَحْمَد بن محمد من (آل الأمين)، وعن الأستاذ القارئ محمد بن العربي الإمزالي الشهير، وعن الأستاذ سعيد المغرواي”.
وبعد تَمكُّنِه من حفظ القرآن الكريم في البلدة الهشتوكية، مسقط رأسه، تَشوّفت نفسه إلى طلب العلم، شأن أقرانه في ربوع المغرب، فلم يكتفِ بالأخذ من علماء قبائل اشتوكة، بل طَاف بعض مناطق سوس والمغرب والمشرق في رحلاته الحجية، الآتي ذكرها.
– المرحلة الثانية: طلب العلوم الشرعية
تُعد منطقة سوس أولى المناطق التي غَرَفَ الحاج الحبيب من مَعِين علمائها، قبل أن يَشُدّ الرِّحال إلى مراكش الحمراء للاستزادة على يد شيوخها، وبعد أن قضى وَطَرَهُ من العلوم الشرعية على يد علماء المغرب، سَمَحت له الظروف بالتوجه إلى المشرق لأداء مناسك الحج، فجمع بين الحسنيين: أداء مناسك الحج، والتّبَحر من علوم شيوخه.
حسب ما تقدم، فشخصية الحاج الحبيب نَهَلت من منابع علمية شتى، فتلقى على يد علماء سوس ومراكش والمشرق، “إجازات تثبت تضلعه في العلوم والمعارف السائدة يومئذ، وبالخصوص علوم الفقه والنحو والآداب العربية وعلوم التفسير والحديث والمنطق والبيان والحساب والسير والتاريخ”.
وهكذا، فالشيخ الحبيب ينتمي إلى الأسرة البُوشوارية، خصوصاً فرع آل تَاغرابوت. نشأ وتربى في مسقط رأسه، قبائل اشتوكة، كما تعددت وتنوعت العلوم الدينية التي تلقاها من علماء المغرب والمشرق، ما جعله عالماً متضلعاً في مختلف الفنون، فكان أحد العلماء الذين قاموا بنشر العِلم في الأصقاع السوسية لمدة تزيد عن نصف قرن من الزمن.
المحور الثاني: مظاهر الإصلاح في المشروع العلمي للعَلّامة الحاج الحبيب
I. منطلقات الفكر الإصلاحي العلمي للعَلّامة الحاج الحبيب
لكل مشروع إصلاحي منطلقاته، ومنطلقات الإصلاح لدى الحاج الحبيب تبدأ بالتسلح بالعلم، الذي يُعتبر أساس البناء الحضاري للأمم، فاستطاع بلورة مشروع إصلاحي علمي في المدارس الدينية العتيقة، بما توفره البيئة السوسية من إمكانات، في فترة تَكالب المُستعمِر وتحكمه، فلم يمنعه ذلك، بل اعتنى بالعلم في الوقت الذي تراجع فيه؛ نتيجة الفوضى والتأثير الذي خَلّفه في نفوس المغاربة. فشارط في مدارس متعددة، كما وَهَبَ حياته في سبيل تكوين الطلبة، بمنهج تعليمي رصين، إلى جانب إرشاد العامة.
وقد ارتبطت شخصية الحاج الحبيب أشدّ الارتباط بمدرسة تَنَالْتْ، التي عمّرها لأزيد من نصف قرن من الزمان، فأعاد إليها مجدها وبريقها، بعد أن جَال وطَاف في المعمور، ولم يزده ذلك إلا علماً ومعرفةً، “ولا شك في أنه سيتزود من رحلته هذه بعلم غزير جعله يتصدر أقرانه بدون منازع […] فقصده طلبة العلم من كل حدب وصوب”. وتشكل العناصر الآتية، منطلقات فكره الإصلاحي:
1. الرحلات الحجية
المُتعارف عليه في سوس، كثرة الرّحلات إلى حواضر العالم الإسلامي، تحديداً الحجاز، لمكانتها العلمية والدينية. في هذا الإطار تَدخل رحلات الحاج الحبيب الهشتوكي، الذي لازم علماء المشرق، اقتبس منهم واقتبسوا منه، فنال من العلم النصيب الأوفر. لكن للأسف، لم تسعفنا الأصول التاريخية لتتبع أطوار الرّحلات الحجية للشيخ؛ لضعف التأليف حوله أو لضياع الكثير من تراثه. وتبقى الإشارات المُدونة في ثنايا بعض الكتب كفيلة ببناء تصور حول المَقاصد الكبرى للرّحلات الحجية الثلاث للشيخ الحبيب.
تَتفق المُتون التي توقفنا عندها أنه قام بثلاث رحلات حجية:
• الرحلة الأولى: 1331هـ/1913م؛
• الرحلة الثانية: 1352هـ/1933م – 1934م؛
• الرحلة الثالثة: 1369هـ/1950م.
وانطلاقا من تتبع هذه الرّحلات يمكن الخروج بثلاثة مَقاصد كبرى، هي:
– الأول: أداء فريضة الحج ومجاورة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم؛
– الثاني: طلب العلوم الدينية من مشايخ العالم الإسلامي وعلمائه في مكة والمدينة، فقد حَرِص العلّامة أشدّ الحِرص في كل رحلة حجية أن يجمع بين فريضة الحج وطلب العلوم، والأمثلة على ذلك عديدة، نورد منها على سبيل المثال لا الحصر: الإجازات التي أخذها في مكة، من محمد بن جعفر الكتاني والشيخ يوسف النبهاني…
– الثالث: تُشكل الرّحلات الحجية مناسبة للاطلاع واستقطاب المؤلفات المشرقية لطلبة المدارس العتيقة، إذ تمكن الحاج الحبيب من جَلب مُؤلفات الشيخ يوسف النبهاني البالغة أربعة وستين مؤلفاً، ويعد أول مَن أدخلها إلى المغرب.
2. المنهج التعليمي
التربية والتعليم ركيزتان، قامت عليهما المدارس العلمية العتيقة في المغرب، فجعلت من موادها وبرامجها المتنوعة والمتعددة الغاية الكبرى؛ ألا وهي تربية المرء، تربية دينية وتربوية وأخلاقية، تسمو به لتَسنُّم قِمة الهرم الاجتماعي، الكثير من المتخرجين منها، بقيت بصماتهم في التاريخ منذ الماضي الغابر. التربية والتعليم تربيان الفرد على احترام غيره، وإخراجه من فضاء الجهل والأمية إلى عالم النور. إنه الأمر الذي وَهَبَ له الشيوخ والعلماء أهمية كبرى، قصد الحفاظ على الهوية الإسلامية السّمحة في فترة تزامنت مع المد الإمبريالي والثقافة الغربية.
وقد تَصدّت مدارس سوس العلمية، لكل ما من شأنه المَساس بالهوية الإسلامية، فوضعت برنامجاً تعليمياً رصيناً، مراعياً التدرج؛ يبدأ بحفظ القرآن الكريم وصولاً إلى التّبحر في العلوم الدينية. واللافت للنظر، أنها تتشابه إلى أبعد الحدود في المناهج والمواد الدراسية، بل حتى في طرق التدريس التي يشرف عليها الشيخ/ الفقيه.
وتنقل الحاج الحبيب بالمشارطة في عدد من مدارس سوس، إلى أن استقر به المقام في مدرسة “تَنَالْت” الصوابية، رغم أنها لا تشكل استثناءً؛ حيث “إن ما يُدَرَّسُ فيها من مواد هو عَينُ ما يدرس في مثيلاتها السوسية من المدارس العلمية”، إلا أن الشيخ فَضَّلها عن باقي المدارس السوسية وعمّرها لأزيد من نصف قرن من الزمن.
واعتمد الحاج الحبيب، في عملية التدريس، منهجاً تعليمياً يَتَّسم بالتدرج في تلقين الدروس واستيعابها، يراعي المستوى المعرفي لكل فئة؛ حيث قسّم طلبته إلى ثلاث فئات: المبتدئون، المتوسطون، والمتقدمون، ويَسلك مع كل فئة أسلوباً تعليمياً يُضفي على الدرس سِمَة المَرح والطّرافة بالحديث عن أسفاره ولقاءاته مع العلماء والشيوخ، دون أن يُفَضِّل فئة على أخرى. وبحكم طبيعة المكان والبيئة التي توجد فيها المدارس التي شارط فيها الحاج الحبيب، الغَالبُ عليها اللسان الأمازيغي، فإنه كان يزاوج بين اللسانين العربي والأمازيغي في إلقاء الدروس، وهذا ليس غريباً في سوس، فالكثير من فقهاء المنطقة يلتجئون إليه، خاصة مع الفئة المبتدئة.
وتأسيساً على ما سبق، شكلت البيئة السوسية، مُنطلقاً للفكر الإصلاحي العلمي للحاج الحبيب، فقد مَكّنته الفنون التي أخذها من علماء المغرب وفي رحلاته الحجية الثلاث، من المشارطة في عدد من المدارس، وتبقى مدرسة تَنَالْتْ أهمها، والتي ارتبط بها مشروعه الإصلاحي العلمي.
II. مظاهر الإصلاح في مشروع العَلّامة الحاج الحبيب
لقد بلور الشيخ الحاج الحبيب رؤية إصلاحية في مجالات متعددة، نورد بعضاً من مظاهرها، على النحو الآتي:
1. مظاهر الإصلاح الديني والفكري
– تصحيح العقيدة من البدع والعادات التي لا أصل لها في القرآن الكريم والسنة، والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف واتباع “طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم واجتناب البدع التي هاجت أمواجها هذا الزمان”؛
– جلب الكتب؛ إذ يعد الشيخ الحبيب أول من أدخل مُؤلفات شيخه يوسف النبهاني إلى المغرب، وبلغت أربعة وستين مؤلَّفا ،ما بين مجلدات وأجزاء وكتيب ورسائل، وعمل على البحث واقتناء كتب أخرى، كما جاء في رسالة، بقوله: “وإننا نحب من سيدنا أن يفتش لنا عن (كامل المبرد) إن وجد ثَمَّةَ و(زهر الأفنان على الشمقمقية) و(لِطائف المنن في التصوف) وثمنها بيد الحامل”؛
– بناء وعمارة المدارس العلمية العتيقة والمساجد في قبائل سوس. وإحياء الدين ونشر المعرفة بتكوين جيل من المُدرِّسين المتضلعين في العلوم الشرعية، من ذلك: “وصلنا كتابكم مضمونه طلبكم فقيها لائقا بعمارة مدرستكم فاهما أمور الدين دين الإسلام فوجهت لكم حامله الفقيه البركة السيد محمد ابن [بن] أحمد السملالي القبيلة من خلاصة طلبتنا وتربيتنا وأن الله أعطاه حظا وافرا من العلوم الشرعية وآلاتها”؛
– التأثر بالتجارب الإصلاحية في المشرق العربي، مثل: تجربة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده…
2. مظاهر الإصلاح الاجتماعي
– اهتمام الحاج الحبيب بالتربية والتعليم، إذ أفنى عمره في تدريس وتكوين سيل جرار من الطلبة والعلماء؛
– توجيه النصح والإرشاد لطلبته، حيث “كرس حياته [الحاج الحبيب] كلها لخدمة العلم والدين والأخلاق والإرشاد معرضا عن مباهج الدنيا”؛
– إصلاح ذات البين سواء بين الأفراد أو الجماعات أو القبائل، ولنا في ذلك جملة إشارات، منها ما جاء في إحدى الرسائل: “وإني عاهدت بهذا القدوم مع الأمين السيد إبراهيم بن المدني في إصلاح ذات بينهما إن شاء الله ولأن إصلاح ذات البين إن شاء الله من الأعمال الصالحات والخيرات”.
3. مظاهر الإصلاح السياسي
– رفض الاستعمار بكل أشكاله بالقول والفعل، فبدأ دعوته إلى الجهاد ضد المحتل، وحَثّ على المشاركة ودعم حركة أحمد الهيبة، “ثم لا تزال بارك الله فيك محرضا للخيرات على أمور الجهادية والقيام بأمورنا الشريفة”؛
– الدعوة إلى الوحدة الوطنية في عدد من المناسبات مع طلبته ومحبيه، فلا تجالسه في حلقاته “إلا وهو يحض على وحدة الصف والالتفاف حول الشرعية والالتزام بالولاء التام والإخلاص الكامل للعرش”؛
– دعم مشروع استكمال الوحدة الترابية، “فكان من جملة ما قال لهم في مسجد مدرسة “تَنَالْتْ” الذي ودعهم ودعا لهم فيه: إننا نرافقكم، ولو أمكن لكم أن ترونا لرأيتمونا ونحن نتقدمكم”؛
– الدفاع عن الهوية الإسلامية ورفض التفرقة والصراعات الطائفية والسياسية التي لا تزيد الأمة الإسلامية إلا انهياراً وانحطاطاً.
المحور الثالث: النضال السياسي للعَلّامة الحاج الحبيب
إن فعل المقاومة في الجنوب المغربي، لم يكن وليد مطلع القرن العشرين زمن الاحتلالين الفرنسي والإسباني، بل شهد ردود فعل متعددة تعود إلى فترات سابقة. ليس غَرضُنا هنا، تتبع أشكال المقاومة المسلحة، وإنما دراسة فترة قيادة علماء الجنوب المغربي للحملة الجهادية ضد الاستعمار الأوربي بزعامة الشيخ أحمد الهيبة؛ منهم الحاج الحبيب.
ناضل الحاج الحبيب مع ثلة من علماء المدارس العتيقة في سوس ضد المشروع الاستعماري، ولم يكن، وغيره كثير من العلماء، مُجرّد مُحرّضين على مُقاومة المُحتل، بل مُشاركين في معارك تحت راية الجهاد مع الشيخ الهيبة؛ منها معركة سيدي بوعثمان سنة 1912م.
ولدراسة التوجه النضالي السياسي لدى الحاج الحبيب، ارتأينا تقسيم فترة حياته إلى أربع مراحل:
أ. المرحلة الأولى: قبل الحماية سنة 1912م
في هذه المرحلة تَفرّغ الشيخ إلى العلم والتدريس في مدارس سوس، بعيداً عن إبداء أيّ مواقف سياسية.
ب. المرحلة الثانية: ما بين سنتي 1912 و1936م
يُمكن استجلاء مواقفه السياسية في هذه المرحلة، وفق مستويات ثلاثة:
أولاً: تأييدُ العمل النضالي
يَظهر ذلك في المظاهر الآتية:
المظهر الأول: الحاج الحبيب أولُ المؤيدين لحركة الشيخ أحمد الهيبة
يُعد الحاج الحبيب، من أوائل علماء قبائل اشتوكة الذين أيدوا حركة الشيخ أحمد الهبية من تزنيت “بإيعاز من شيخه سيدي الحاج عابد البوشواري الذي كان في طليعة الداعين للمقاومة والمناصرين للشيخ أحمد الهيبة”.
المظهر الثاني: إسداء المشورة للشيخ أحمد الهيبة
“وهناك واصل المقاومة الوطنية في عدة واجهات، فكان إلى جانب قيامه بالدور العلمي يؤازر الشيخ الهيبة بما يسدي إليه من نصح ومشورة وبما يقوم به من تعبئة السكان وتوعيتهم ضد الاستعمار وجيوشه التي غدت تزحف نحو جبال سوس والأطلس الصغير”.
المظهر الثالث: تعبئة القبائل ضد المستعمر الأوربي
النصوص الموجودة في هذا الصدد قليلة مُقارنة بالدور الذي لعبه الحاج الحبيب في فترة المقاومة المسلحة، خاصة الفترة الممتدة من 1912م إلى 1936م، ونَسُوق هنا بعض الأمثلة الدالة على ذلك:
– “وقد هَبّ منادياً للجهاد في إطار حركة أحمد الهيبة، وتقدم المجاهدين الهشتوكيين الذين لبوا دعوته”؛
– “بذله [الحاج الحبيب] لجهد عظيم في سبيل جمع الكلمة حول قائد الحركة الجهادية، وتحميسه للناس، واستغلاله لمكانته العلمية في سبيل تحقيق ذلك، حتى بعد هزيمة سيدي بوعثمان”؛
– “ثم لا تزال بارك الله فيك [يقصد الحاج الحبيب] محرضا للخيرات على أمور الجهادية والقيام بأمورنا الشريفة”؛
ثانياً: تقلده وظيفة المستشار
لم يكن الحاج الحبيب مشاركاً في حركة الشيخ أحمد الهيبة إلى مراكش فحسب، بل نال شَرف تقلد وظائف بارزة شأنه شأن باقي العلماء، ومَردُّ ذلك إلى الآراء الحكيمة التي يتميز بها، ومكانته العلمية والاجتماعية في قبائل اشتوكة. لذلك قربه الشيخ الهيبة إليه وجعله كاتبا ومستشاراً ومترجماً له من الأمازيغية إلى العربية.
ثالثاً: في صفوف المجاهدين
يبدو من تتبع المظان التاريخية حول الشيخ الحبيب أن بداية انخراطه في المقاومة المسلحة يعود إلى سنة 1912م، إذ لبَّى النداء لمّا “رفرفت أعلام الجهاد وسمع الصيحة فطار بنفسه فورا تواقا إلى أداء الواجب فإذا به مع سيدي مولاي أحمد الهيبة”، الذي لازمه ولم يُفارقه حتى بعد انكسار حركته، فكان خير معين له في أمور الجهادية بِلمِّ شَمْل القبائل.
وبعد انهزام أحمد الهيبة في مراكش، وعودته إلى سوس، لم ينقطع التواصل بينهما، بل وقف الحاج الحبيب مناصراً له في السراء والضراء، فاستغل مكانته العلمية والاجتماعية لإذكاء الحماس وجمع كلمة القبائل و”تعبئة السكان وتوعيتهم ضد الاستعمار وجيوشه التي غدت تزحف نحو جبال سوس والأطلس الصغير”. واستمر في ذلك حتى بعد وفاة الهيبة مع خَليفته مربيه ربه، إلى أن تَمكَّن المستعمر أيَّمَا تَمْكِين في سوس.
لقد تعرض الحاج الحبيب للمضايقات بعد هزيمة سيدي بوعثمان، وتوغل المستعمر في السهول والجبال السوسية للقضاء على جُيُوب المقاومة، ما حدا به إلى البحث عن سُبل النّجاة والفرار من المُلاحقة الاستعمارية، خاصة “لمّا قَنْبلت (فرنسا) بالطائرات الحربية مداشر (تنالت) التي تجاور مدرسة الشيخ خرج الشيخ وغادر المدرسة فورا والتجأ إلى مغارة فوق واد (تارودانت) شمال المدرسة”.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، وترصد المحتل الفرنسي الشيخ الحبيب، اقتضى نظره السديد مُغادرة المدرسة وتَنَالْتْ “إلى مكان مخفي حتى يأذن الله بالرجوع أو الهجرة إلى بلد غير هذا أو الالتجاء إلى الحرمين الشريفين”. وبالتمعن في الواقعة، فإنه قرر وجهتين: الأولى الابتعاد أكثر عن تَنَالْتْ، ففضّل الهجرة “إلى أيت بعمران حيث استقر سنة 1343هـ موافق 1922م [الصحيح: 1924-1925]”، والثانية أداء فريضة الحج، “غير أنه لم يستطع تحقيق ذلك إلا بعد أزيد من عشر سنوات، أي سنة 1353هـ موافق 1934م”.
ولمّا عاد من حجته الثانية، استأذن في العودة إلى موطنه، قائدَ اشتوكة مولاي مَحمد يَرعاه، بقوله: “ولأن الله رد زمامنا إلى هذه الأقطار المغربية ووصلنا وقت كتبه مدينة طنجة ودخلنا التحير الذي كان أولا فظهر لنا استئذان المخزن ببابكم في الإياب بتلكم الأقطار […] وعرفتم حرفتنا وما هي إلا تعليم العلم الشريف”، فأذن له بمواصلة مهمة التدريس في المدرسة العتيقة تَنَالْتْ “من جديد وكانت شهرتها قد طبقت الآفاق منذ أواخر القرن الثالث عشر (19م)”.
وبعد عودة الحاج الحبيب من الحجة الثانية بسنتين تقريباً، إلى مدرسة تَنَالْتْ، اندلعت معركة أيت باها 20 مارس 1936م، وبتتبع أطوارها تغيب فيها مواقفه، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل: هل ذلك يعني أنه اعتزل الفعل النضالي؟ أم أن المعركة تَخُصّ قبائل جبال اشتوكة وليس قبائل أيت صواب التي تنتمي إليها مدرسة تَنَالْتْ التي شارط فيها؟ أم أن المعركة قصيرة الأمدين الزمني والمكاني؟
ج. المرحلة الثالثة: ما بين سنتي 1936 و1956م
بعد إحكام المستعمر قبضته على سوس، وعودة الشيخ الحبيب من حجته الثانية واستقراره في مدرسة تَنَالْتْ، عُرضت عليه خطة القضاء لاستمالته فرفضها بداعي الاعتكاف على التدريس. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل عانى من مِحَن عدة، كان المُستعمِر سبباً فيها، نظراً لآرائه وانخراطه في المقاومة المسلحة، واستمرار اتصاله بالشيخ مربيه ربه، وهو الأمر الذي تَنَصّل منه الشيخ، بقوله: “منذ فارق [يقصد مربيه ربه] هذه البلاد ما رأيت له ولو حرفا واحدا وكذلك أنا ما رأى مني ذلك”، زد على ذلك، عَمِل المستعمِر وأعوانه على تصفيته، بعد أن دَسَّ له سُمّا قاتلاً في بعض الأشربة، غير أن الشيخ شفي بعد مدة وصلت سبعة أشهر.
د. المرحلة الرابعة: من الاستقلال سنة 1956 إلى سنة وفاته 1977م
مرحلة تحققت فيها غاية العلّامة الحاج الحبيب بإبعاد المُستعمِر وتحقيق المغرب لحريته والحفاظ على المقدسات الإسلامية؛ ولم يقف نضاله عند هذا الحد، بل كانت له مواقف سياسية في فترة الملك محمد بن يوسف، والملك الحسن الثاني.
بعد استعراضنا مسار الفعل النضالي للحاج الحبيب، يُمكن الخروج بالخلاصات الآتية:
ندرة المادة المصدرية المتعلقة بالجانب النضالي للشيخ الحبيب سوى بعض الإشارات النادرة، وهو ما يُفضي بنا إلى التساؤل: ما الأسباب التي جعلت المصادر تَغُض الطرف عن إسهاماته في فعل المقاومة؟ للسؤال ثلاث إجابات أساسٍ متعلقة بالشيخ نَفْسِه، أوردها المهدي بن محمد السعيدي، هي:
تكتمه عن مجريات الوقائع والأحداث في مرحلة المقاومة المسلحة؛ حيث “لا يذكرها ولا يحكي مجرياتها لأحد، ولم يرو عنه طلبته من أحداثها إلا أخبارا هامشية قليلة”؛
خوفه من ملاحقة سلطات الاستعمار الفرنسي بعد مشاركته في حركة أحمد الهيبة، “خاصة أن المخزن الحمائي قد بث العيون والآذان من حوله، تحصي عليه كل حركة وسكون”؛
رفضه الخوض في أعراض الناس الذين “رحلوا قبله وبقي بعدهم مستأمنا على أخبارهم وأسرارهم”.
ندرة الشهادات الموثقة فيما يخص مواقف الشيخ الحبيب، خاصة المرحلة الممتدة من 1936م إلى 1956م؛
مواقف الشيخ الحاج الحبيب تباينت بين الفترات السالفة الذكر، وتُشكِّل الفترة من سنة 1912م إلى 1936م أهم فترة في نضاله؛
الحس النضالي مثبت أكثر في مصادر تلامذته، وشهادات العلماء الذين أخذوا عنه؛
غياب مواقف الحاج الحبيب في معركة أيت باها سنة 1936م. هل مرده إلى اعتزاله السياسة؟ إذا كان الأمر كذلك، بماذا يمكن تفسير مواقفه بعد الاستقلال سنة 1956م؟
ما سبب لجوء الشيخ إلى المنطقة الخاضعة للنفوذ الإسباني (أيت بعمران)؟
المحور الرابع: الآثار العلمية والفكرية للعَلّامة الحاج الحبيب
فاقت شهرة العلّامة سيدي الحاج الحبيب قبائل سوس، التي شارط فيها، فأخذ عنه عدد من العلماء، يتجاوز عددهم أربعين عالماً. بيد أن آثاره المادية، وخاصة المكتوب منها، لا ترقى إلى مكانته العلمية والتربوية والسياسية، فلم يُخَلِّف تراثاً مكتوباً غير ما كُتب عنه من طرف مُريديه. لم يترك الشيخ الحبيب تراثاً ملموساً، إلا أنه ترك آثاراً أعمق منه؛ “تسير على أقدامها وتسافر إلى أقطار المعمور تندفع من تلقاء نفسها […] إن هذه المؤلفات تعد نفسها بنفسها فهذه المؤلفات البشرية تعد، النفقة لالتحاقها بالمدرسة ثم للإقامة بها والدراسة، ثم بعد أن تتخرج تعد نفسها لخوض معركة الحياة فتجوب البلاد شرقا وغربا طولا وعرضا إلى آخر قارات الدنيا أما الموجودون في البلاد فحدث ولا حرج”.
ويعزى ضعف الآثار المكتوبة لدى الحاج الحبيب؛ إلى اعتكافه على التدريس، فأهمل التأليف، إلا ما يتلى على طلبته أو مع جلسائه، وحتى المكتوب منها، ضاع أثناء مغادرته مدرسة تَنَالْتْ إلى أيت بعمران يوم قصف المُستعمِر الفرنسي مدرسته. ومع ذلك، فإننا نَلْمِسُ بعض آثاره في المظاهر الآتية:
1. الآخذون عن العَلّامة الحاج الحبيب
لم تسعفنا المظان التاريخية لتتبع العلماء والطلبة الآخذين عن الحاج الحبيب لضعف التأليف التاريخي حول شخصيته، كما أسلفنا الذكر. فاقتصرنا على بعضها، أولها: كتابات محمد المختار السوسي، إذ أشار في “المعسول” إلى أزيد من أربعين عالماً، والعدد أكبر من ذلك بكثير؛ حيث يقول: “هناك سيل جرار من الآخذين عنه”، ويضيف: “هؤلاء من ذكرهم ذلك المؤلف، ولابد أن يفلت منهم كثيرون”، وفي موضع آخر، يقول: “تصدر للتدريس، فخرّج أناساً”. أما ثاني المظان: كتاب الرتائم الجميلة في ذكريات الحبيب الجليلة، الذي أورد فيه صاحبه عدداً كبيراً من العلماء والطلبة، البعض منهم ترجم له، والبعض الآخر صنفهم حسب القبائل.
2. الإجازات
أجَاز سيدي الحاج الحبيب بعضاً من العلماء في متون متعددة، ولنا في هذا السياق نماذج أوردها كل من موحتاين في كتابه الرتائم الجميلة في ذكريات الحبيب الجليلة، وموحتاين وبيزكارن في كتابهما رسائل الشيخ الحبيب السّاطعة في تقوية الرّوابط الإنسانية الجامعَة.
3. النظم
ميزة يتميز بها علماء المدارس العلمية في سوس، وللحاج الحبيب ديوان شعري جمعه أحد طلبته وهو: الفقيه الحاج عبد الله أيت وغوري الصوابي، يقدر بأربعة آلاف بيت شعري.
4. فن التّراسل
فن التّراسل من الفنون التي بَرَعَ فيها الحاج الحبيب كغيره من العلماء، وله في هذا الباب ما يناهز ستمائة رسالة، جُمع منها تسع وتسعون في كتاب رسائل الشيخ الحبيب السّاطعة في تقوية الرّوابط الإنسانية الجامعَة، بيد أن المُتصفح له سيجد فيه اثنتين وسبعين رسالة مصدرها من الشيخ والباقي مصدره من علماء عصره.
5. الذاكرة الحية
ما زالت تأثيرات شخصية الحاج الحبيب التّنَالْتِي حاضرة في القُطر السوسي، ومنه قبائل اشتوكة وقبائل أيت صواب، التي تَحتفلُ في مُنتصف كل شهر أكتوبر بذكرى وفاته، في موسم سنوي، يحضره عدد من العلماء والطلبة وباقي الفئات من مختلف أصقاع المغرب.
خلاصة تركيبية
إن البحث في تاريخ الأعلام بالجنوب المغربي خاصة، والمغرب عامة، يكشف عن قضايا وإشكالات بحثية مختلفة، من بينها؛ مسألة الإصلاح والتحديث التي اختلفت باختلاف مَشارِب دعاتها وتكوينهم، ومشاريعهم الإصلاحية الفكرية والعلمية والسياسية.
وفي هذا السياق، انصب اهتمامنا في هذه الدراسة، على تتبع محطات تكوين الحاج الحبيب ورصد مشروعه الإصلاحي العلمي والسياسي، فكانت الشخصية بحق، شخصية قدّمت مشروعاً يلائم إمكانات البادية السوسية، في فترة شهدت تدهور الوضعيتين الاجتماعية والسياسية، فجعل من المدخل العلمي والمعرفي منطلقاً لرؤيته الإصلاحية، فركز اهتمامه على العلم والتربية وإصلاح العقول ومحاربة الجهل والأمية.
وعليه، فالدراسة إماطة للثام عن جزء من صفحات العلّامة الحاج الحبيب الطويلة والحافلة بالأحداث، بيد أن الشخصية تحتاج إلى المزيد من البحث، للكشف عن:
o تراثه المبعثر في الخزائن الخاصة؛
o نوازله في ثنايا المصادر التاريخية؛
o موقفه من الطرق الصوفية؛
o علاقته بالمجتمع والمحيط القبلي؛
o دوره في المقاومة المسلحة؛
o علاقته بالمحتل الفرنسي والإسباني.
ويبقى البحث، أرضية أولية لكتابة تاريخ الحاج الحبيب الهشتوكي، والدعوة إلى نفض الغبار عن باقي النماذج الإصلاحية في مختلف الحقب الزمنية، وهو أمر بالغ الأهمية، منوط بالباحثين، خاصة الإسهامات العلمية والفكرية والسياسية، التي تبقى بصمتها مع مرور الزمن، في أفق بناء مشروع إصلاحي متكامل الأركان، يَجمع بين مختلف النماذج الإصلاحية المغربية.
مصادر ومراجع للتوسع
- أيت بوناصر، إبراهيم، الشيخ بين يديك، (نسخة مرقونة).
- السوسي، محمد المختار، المعسول، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1435هـ/ 2014م، الجزء 17.
- السوسي، محمد المختار، رجالات العلم العربي في سوس من القرن الخامس الهجري إلى منتصف القرن الرابع عشر، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1436هـ/ 2015م.
- السوسي، محمد المختار، سوس العالمة، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1435هـ/ 2014م.
- السوسي، محمد المختار، مدارس سوس العتيقة نظامها – أساتذتها، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1436هـ/ 2015م.
- موحتاين، عبد الله الفارسي؛ بيزكارن، المختار، رسائل الشيخ الحبيب السّاطعة في تقوية الرّوابط الإنسانية الجامعَة، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، الطبعة الأولى، 1418هـ/ 1997م.
- موحتاين، عبد الله بن أحمد بن إبراهيم، الرتائم الجميلة في ذكريات الحبيب الجليلة، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، الطبعة الأولى، 1413هـ/ 1992م.
- الحاتمي، محمد، [تنسيق] سيدي الحاج الحبيب التنالتي فِكره وجهاده، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، الطبعة الأولى، 1430هـ/ 2009م.
- الساحلي، المتوكل عمر، المدارس العلمية العتيقة بسوس، الدار البيضاء: دار النشر المغربية، 1990م، الجزء 4.
- لمين، مبارك، العلماء في سوس قضايا وأعلام، الرباط: مطبعة الأمنية، الطبعة الأولى، 1434هـ/ 2013م.
المقالات:
- أصبي، الحسين، “ملاحظات حول المدارس العتيقة بسوس (مدرسة تنالت نموذجا)”، ضمن المدارس العلمية العتيقة آفاق إصلاحها واندماجها في محيطها المعاصر، المحمدية: مطبعة فضالة، الطبعة الأولى، 1416هـ/ 1996م.
- أفا، عمر، “التنالتي”، ضمن معلمة المغرب، الرباط: دار الأمان، الطبعة الثانية، 1435هـ/ 2014م، الجزء 8.
- بوشركة، محمد، “دور شيوخ المدارس العتيقة في غرس بذور المقاومة الوطنية في نفوس طلبتهم: الفقيه الصوفي الحاج الحبيب البوشواري التنالتي أنموذجا”، ضمن مجلة قوت القلوب، الرباط: دار الأمان للنشر والتوزيع، عدد مزدوج 5 – 6، شوال 1436هـ/ غشت 2015م.
- جهادي، الحسين، “لمحة عن حياة فقيه تنالت السيد الحاج الحبيب البوشواري”، ضمن الثقافة الشعبية بين المحلي والوطني، الرباط: منشورات عكاظ، 1990م.