المقالات

مآزق الأمة – أو فساد معاني الإنسانية في ساستها (ابو يعرب المرزوقي)


فساد معاني الإنسانية مفهوم وضعه ابن خلدون في الفصل الأربعين من باب المقدمة السادس ويعتبره حصيلة التربية والحكم العنيفين اللذين يجعلان الجماعة وأفرادها فاقدين لفضيلة الرعاية والحماية الذاتيتين،
ومن ثم فهم يتحولون إلى عالة على غيرهم فيفقدون الشعور بالكرامة والحرية ويسهل استعمارهم وخضوعهم للغزاة.
والحمد لله أن ذلك لا يكون في جميع أفراد الجماعة.

ولذلك تجد فيهم مقاومة قد تتخلف لمدة تطول وتقصر لكنها تنتهي حتما إلى استعادة عنفوانها خاصة إذا كانت ذات مجد وتاريخ عظيم.
وهو ما نشهده في ثورة الشباب بجنسيه في كل بلاد العرب حتى إن إيران وإسرائيل وروسيا وأمريكا والأنظمة العربية التابعة لهم أصبحت عاجزة عن السيطرة على الإقليم.

وهذه الظاهرة هي أساس تحليلي لأوضاع الإقليم لأن استرجاع معاني الإنسانية في الأمة أصبح فعالا.
فبخلاف سايكس بيكو الأولى التي استطاع الغرب تحقيقها بيسر لقلة الحائزين على معاني الإنسانية أصبح المسلمون الآن كثرتهم حائزا عليها ولم يبق مساعدا له غير العملاء وهم قلة.
لذلك فمشروعه سايكس بيكو الثانية سيفشل حتما، بل هو قد فشل بعد بدليل ثورة شباب العراق ولبنان اللذين كانت إيران تعتبرهم غنيمة نهائية لتعاونها مع أمريكا.
المحاولة
إلى الآن لم أقل شيئا على ما يجري في ليبيا. فالقول فيه يصل سايكس بيكو الأولى بالثانية التي يعد لها منذئذ سعيا لتحقيقها بعدها بقرن أعني استكمال تفتيت دار الإسلام وتفكيك تاريخه وجعل استكمال وعد بلفور يحقق ما حققه غزاة أمريكا مع أرض الهنود الحمر في أرض الإسلام بنفس الخرافة: الأرض الموعودة لكنها هذه المرة تعتبر عندهم الأولى وتلك الثانية.
ولكن أكثر من ذلك فهو يفرض مقارنة واجبة بين موقف العرب من تدخلين يفرح بهما صفا الثورة المضادة أعني إسرائيل وذيليها الخليجيين وإيران وذيولها الهلاليين (نسبة إلى الهلال أو عرب الشمال) وحتى واليمينيين وخلاياها النائمة في بقية دول الإقليم وتدخلين يحاربهما هذان الصفان اللذان يمثلان الثورة المضادة ويؤيدان مشروع سايكس بيكو الثانية تأييد أجدادهم لأولى.
والتدخلان الثانيان المرفوضان من الثورة المضادة هما تدخل تركيا وقطر لمساعدة الثورة أو على الاقل لمنع التنكيل بالمنتسبين إليها سواء في سوريا أو في ليبيا أو فلسطين أو في أي مكان آخر من دار الإسلام. ولا بد من مقارنة هذه التدخلات لصالح الثورة المضادة بالتدخلات لصالح الثورة كيفيا.
وهذا التشاجن والتعلق والتعقيد الذي اجتمع في معركة ليبيا فضلا عن كونها لصيقة بتونس بالجوار في حرب التحرر لصوق الجزائر بها بالجوار في حرب التحرير هو الذي يعلل تأجيلي الكلام في المسألة كلما شعرت بوجوب عدم السكوت حتى أنسق أفكاري إذ من عادتي ألا أتكلم في أمر لم أصل فيه إلى صيغة نسقية ومن عادتي عدم التنصل من التزامي بما اعتبره شرط استئناف دور الامة.
فعندي أن التاريخ من حيث هو كلام في التاريخ من حيث هو أحداث إذا لم يكن بالصرامة المنطقية التي هي شرط علميته الممكنة -وهي شبه مستحيلة-لا يعتد به بل يعتبر خرافة وهو لا يتجاوز الثرثرة الايديولوجية. ولذلك فحرصي على محاولة جمع المحددات الموضوعية لما يجري هو المنطلق للكلام في أي حدث تاريخي: فلحظتنا الراهنة تمثل بؤرة تاريخ الأمة كله ما تقدم منه وما تأخر.
فلا أعتقد أنه يوجد من يشكك في أن أوروبا التي استعادت قوتها بوحدتها بعد الحرب العالمية الثانية صارت تطمح من جديد لـ”استرداد” مستعمراتها التي تعتبرها ملكها في الضفة الجنوبية والشرقية للأبيض المتوسط ولما ورائهما في القارتين الآسيوية والافريقية مستقوية بمغول الغرب أي الامريكان الذين أفنوا شعوب أمريكا.
وإلا كيف يفهم القارئ الكريم حضور فرنسا وإيطاليا واليونان وألمانيا وأمريكا وروسيا في ليبيا سندا لغزو عميل أمريكا لليبيا وتأييد أنظمة الثورة المضادة العربية بصنفيها أكيف يعتبر ذلك أمرا طبيعيا لكنهم يحتجون على التدخل “الخارجي” من تركيا وقطر لمساعدة السلطة الشرعية في طرابلس الغرب تدخلا حتى دبلوماسيا محتشما؟
وقد لا يدري القارئ أن أثر الحدث الليبي في تونس-التي هي محرار ما يجري في الإقليم كله منذ بداية الربيع الذي انطلق منها- في المعركة التي حالت دون تشكيل الحكومة بسبب عملاء صفي الثورة المضادة فيها. فدورهم الرئيسي ومعهم تواطؤ الرئيس البين لترضية أدعياء القومية واليسار وأدعياء النسب للأسرة الديموقراطية ومحاربي الإسلام السياسي هو محاربة “تدخل” تركيا وقطر؟
ولا يمكنني هنا ألا أصل اللحظة الحاضرة كما تعينت في هذا الموقف من نخبة تونس السياسية التي انقسمت إلى توابع الثورة المضادة الخليجية ذيل إسرائيل وأمريكا والثورة المضادة الهلالية ذيل إيران وروسيا تمويلا وإيديولوجيا وإعلاما بلحظة حروب الاسترداد الاسبانية عندما دعا العملاء شارل الخامس.
ففي الثلث الاول من القرن السادس عشر لما آلت القيصرية المسيحية إلى شارل الخامس فوحد أوروبا بعد الصليبيات للشروع في حرب الاسترداد الاسبانية كانت النخب السياسية في المغرب الكبير في حرب على الحكم والكراسي مثل اختها قبلها في الأندلس فلجأ العملاء منهم إليه ومكنوه من احتلال الجزائر وتونس وليبيا. ولولا أساطيل الخلافة العثمانية لكان المآل مآل الأندلس المعلوم.
واليوم فإن ما يعاب على تركيا وقطر -وعلي لتأييدي ذلك-هو محاولة المساعدة بالقدر المحدود لأن الجميع يعلم أنهما لا يستطيعان مقاومة من ذكرت لو لم تكن الشعوب في عمومها بالقلب واللسان وبعضها باليد قد ثارت وتحتمي بهما لمنع حرب “استرداد” ثانية تنوي أوروبا خوضها بعد أن تعافت لاستعمارنا من جديد بمعية عملائهم من حكام العرب والعميل من النخب التوابع.
فليتخيل القارئ الكريم لو أن تركيا لم تكن موجودة أو كانت كما كانت الرجل المريض قبل سقوط الخلافة أما كانت سجون مصر بعد الانقلاب الهمجي قد تضاعف سجناؤها بلاحد ومثلهم قتلاها؟
ولا أتكلم على سوريا.
فملايين مهجريها من عموم الشعب وآلاف نخبها ما كانوا لينجوا من الإفناء؟ ولو لم تكن قطر موجودة أما كانت غزة يموت أهلها جوعا ناهيك عن الأمراض وما قد يترتب عليهما من الاستسلام للصهيونية مثل جل بلاد العرب التي تدعي السيادة؟
والحمد لله أني لست مهجرا في تركيا ولا في قطر وأني ميسور الحال غنيا عن المساعدة وإلا لاعتبرت حتى بمثل هذا الكلام الذي ليس فيه مدح لأحد ولا تطبيل لنظام بل مجرد وصف أتوخى فيه ما استطعت من الموضوعية. ومع ذلك فالكثير يتهمني بالعثمانوفيلي أو بالقطرفيلي إن لم يدعوا الاسترزاق وكلها تهم تصدر عن أصحاب العثمانوفوبيا والقطرفوبيا الذين يخدمون بوعي أو بغير وعي مشروع “الاسترداد” الأوروبي لأوطاننا التي كانوا محتلين لها وضحى أجدادنا لتحريرها.
فهذه معركة بينة المعالم ومحددة الأطراف وواضحة الغايات ومع ذلك تجد نظام مصر مستعد للتنازل عن ثروة شعبه لا لشيء إلا ليحارب تركيا التي استردت حقها وحقه معها في المياه الاقليمية. وتجد الثورة المضادة في الخليج تحارب تركيا لا لشيء إلا لأنها حالت دون فتنة كادت تدخل الخليج كله في حرب أهلية. أما أحمق دمشق فحدث ولا حرج.
أما أحمق دمشق فهو مستعد لتسليم أكثر من نصف سوريا لدولة علمانيي الأكراد التي هي إسرائيل جديدة لأن الأكراد مواطنون سوريون مثلهم مثل غيرهم من شعبها. وكل ذلك بهدف زعزعة أمن تركيا والتنازل عن كل سيادة لصالح إيران ضد سنة شعبه والبقية لصالح روسيا وإسرائيل حتى يحتفظ بما يسميه سوريا المفيدة أي دولة العلويين في أقل من 5 في المائة من وطن شعبه وهو لا وطن له: عبد ذليل.
وأخيرا فترددي في املاء هذه التغريدات علته الألم الذي يكاد يخنقني ويعتصر قلبي مع كل كلمة أمليها على الكاتب لأنها أشبه بسكين يمزق جسدي إذ إن أي “صنتم” من أرض الاسلام أشعر وكأنها قطعة من جسدي أتألم إذا وطأها عدو تكون الأمة بسبب تناحرها الداخلي ونسيانها الأنفال 60 عاجزة عن سحقه ومحقه.
والآن وقد التزمت تركيا بمساعدة الحكومة المعترف بها دوليا وتعمل بمنطق القانون الدولي في مساعدة فنية وفي تسليح دفاعي لحكومة شرعية ضد عميل شهير بمساعدة عملاء لا يقلون عنه شهرة في العمالة لإسرائيل وبمليشيات من كل حدب وصوب ومنها ما هي روسية وتشادية وسودانية ومع ذلك فتركيا هي المتهمة باستعمال المليشيات.
والتهم صادرة ليس عن الغرب وحده بل وكذلك عن أصحاب المليشيات وممولي الخائن حفتر ليس من اليوم بل منذ أكثر من عقدين بعد هزيمته في التشاد ومع ذلك فأنت تسمع في تونس من القوميين واليساريين وأدعياء الديموقراطية يعتبرونه قائد جيش وطني ليبي قياداته مجرمو حرب وجنده مليشيات كما وصفت.
وهو في هذا السلوك لا يختلف عن سلوك إيران وحتى عن سلوك إسرائيل وحتى أمريكا بعد أن خوصصت الحرب بالمرتزقة يحاربون الشعب المغزو -لأنه لا شعب لهم بل عن خليط هجين من مافيات الاستعمار. وحفتر منهم لأنه أمريكي ولم يبق ليبيا منذ خيانته لجيشها وهروبه إلى أمريكا. كلهم يحاربون بالمرتزقة -فرنسا أيضا كانت تستعمل الليجيون اترنجار-ومن يدفع كلفة استرزاقهم في حالة حفتر هم عملاء إسرائيل من الثورة المضادة العربية وهم يسلحونه ويدفعون كلفة خبراء فرنسيون وإسرائيليون رغم أنهم هناك لخدمة مصالح بلدانهم وليس لخدمتهم هم.
فلا يكون الفرق بين هذه الحرب الاستردادية وتلك التي خاضها شارل الخامس في القرن السادس إل فرق وحيد يختلف بحسب الصفين: فمن الناحية العربية صار العرب قادرين على تمويلها ومن الناحية الغربية صارت اوروبا تخوض عربا “علمانية” لا مسيحية لاسترجاع الضفتين الشرقية والجنوبية من المتوسط بمساعدة عملاء عرب استعادة لروما التي تعتبر المتوسط “مارا نوسترا”.
ولما كان القوميون بالاسم واليساريون بالاسم والديموقراطيون بالاسم ورئيس الدولة السني بالاسم والذي اخاله عميلا لإيران كما هو بين ممن يحيطون به ومن الكثير من مواقفه فإن الجميع في تونس لا يميزون بين حربهم على الإسلام السياسي وتسليم الأوطان للأعداء نقمة في القائلين به والعاملين على استعادة دور الأمة في التاريخ العالمي. فيعتبرون نجدة تركيا استعمارا وليس حماية لبيضة الإسلام فضلا عن كون تركيا تقدم الوقاية على العلاج.
ولا توجد نخبة سياسية تعلم أن وظيفة الدولة الحديثة هي الرعاية تكوينا وتموينا لمواطنها وهي الحماية داخليا وخارجيا لوطنها ومواطنها شرطين للسيادة تنتظر وقوع الواقعات التي تمس بها دون أن تكون لها استراتيجية استباقية إلا إذا كانت مؤلفة من حمقى من القائلين دعها حتى تقع كجدل نخب العرب الذين نسوا الانفال 60 لكأنها لم تنزل لهم مثلهم مثل غيرهم من البشر.
ومعنى ذلك أن تركيا تعلم أنها كما كانت هدف سايكس بيكو الأولى فهي الآن وبصورة علنية لا يخفيها أعداؤها الذين يريدون محاصرتها بالتدريج هدف مشروع سايكس بيكو الثانية. وأول عمل يسعى إليه الأعداء هو حصرها في ما تركته لها الحرب العالمية الأولى مع وضعوه لها من قيود باتوا يخافون من سعيها الجاد للتحرر منها حتى تستعيد هي بدورها دورها في البحرين الأبيض والأحمر وفي بحر العرب وفي العالم كله بره وبحره وسمائه.
وهم صاروا يعلمون الآن أن أساطيل تركيا هي التي اكتشفت أمريكا ولم يعد أحد يصدق كذبة كلمبوس. ولعل أول ما يجعل العملاء العرب من أحفاد سايكس بيكو الأولى يتحالفون مع الشيطان لإيقاف مسعى تركيا نحو استرداد دورها -وهو شرط استرداد الأمة دورها بسبب تخاذل العرب-. وهم الأولى بهذا الدور لو كانوا حقا أحفاد مؤسسي دار الإسلام لأن الأتراك كانوا حماتها لم نص العرب إلى الجاهلية كما هم الآن وتخلوا عن أخلاق الأجداد وإيمانهم بدور الإسلام العالمي.
لكن من يمكن أن ينتظر من الحمقى أن يدركوا أن العرب هم الأولى من تركيا لو كانوا حقا أهلا لما من الله به عليهم من كون لغة القرآن هي لغتهم ورموزه بين أيديهم وخاصة الثروة التي لا تكاد تقاس بها ثروة في بلاد ليس أكبر منها إلى روسيا وفيها كل ما يتصوره العقل من الثورة والبحار الدافئة. هم يريدون أن يمنعوا تركيا من أن تعمل شيء دون أن يقدموا أدنى شيء عدى التهديم والخلط بين الحداثة والدياثة.
وهذه المعطيات بمجردها كافية لبيان أن النخب السياسية العربية من أحمق ما عرفت البشرية لأنها تتمسك في ما بينها بأقل شيء يمس السيادة وتتنازل عليها كاملة لمن تتصوره حليفا وهو العدو الألد لهم وللامة كلها. فما رأيت في حياتي وما قرأت في ما قرأت ويعلم الله أني قراء أن شعبا يمول محتله ولا يكتفي بذلك بل ويمول حربه على بقية الامة حتى يبقيها مستعمرات لحماته.
ولأختم بملاحظة تجعلني لا أخاف من تركيا ولا اعتبر أن لها من تدخلها ما يتجاوز المصالح المشتركة بين شعوب الأمة رغم أني ضد أي تدخل من أي كان في بلد أي كان وخاصة إذا لم يكن بحق يؤمن بأنه مساو لبقية أقطار دار الإسلام. وما يجعلني لا أخاف من تدخلها هو الفرق بين سياستها وسياسة إيران في التعامل مع الأقطار العربية: هل “ترّكت” سكان ما توجد فيه من أرض سوريا؟
وفي كل التاريخ هل “تركت” أي بلد عربي كان يعتبر ولاية من الخلافة العثمانية؟
أليس العكس هو الذي حصل بمعنى أن تعريب الثقافة التركية هو الذي حصل رغم أن العرب لم يكن لهم خلالها حول ولا قوة بحيث يكونوا قد فرضوا التعريب كما حصل في فارس قبل ذلك عندما كانت لهم قوة ودولة؟
لم يبق تركي واحد في تونس حتى في الأسرة الحاكمة غير معرب. وما ذلك إلا لأنهم يعترفون بالجميل للقرآن ولغته لأنهم مثل العرب ومثل الأمازيغ ومثل الاكراد ومثل مسلمي الأفارقة يعلمون أنهم لم يدخلوا التاريخ الكوني إلا بفضل الإسلام ولغة القرآن التي كانت مثل الانجليزية اليوم لغة علم عالمية
وأختم بجملة واحدة: تركيا حاليا تتعامل مع الدول العربية عن طريق سلطها الرسمية وبمقتضى القانون الدولي في حين أن إيران تتعامل مع الاقليات والمليشيات المتشيعة فتخرب الدول ولا تساعدها لأنها تسعى إلى احتلالها وتغيير بنيتها الديموغرافية والمذهبية.
ذلك ما لا يفهمه أو يتعامى عنه حمقى نخب العرب.
ولا يخفى عني أن سياسة تركيا هذه مكلفة ماديا وحتى سياسيا للنظام لأن الكثير من الأتراك يفضلون سياسة الانطواء على الذات والاندماج في اوروبا على العودة إلى المجد التركي. وقد يكون تحمل المهجرين والحرب على الحدود والاهتمام بالمسلمين المضطهدين في جل بقاع العالم من جل القوميات التي تكالبت على المسلمين رسالة على أن روح الإسلام والإنسانية مقوم أساسي من سياسة نظامها وآمل أن يحمي الله تركيا حتى تجتاز ما يحاك لها من كل أعداء الإسلام من حولها وحتى داخل الإقليم وحتى داخلها هي ذاتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق