المقالات

العلماء في أدبيات التيار الإسلامي بالمغرب: (عبد الرحمن الشعيري منظور)_1_

كان من الطبيعي أن يهتم التيار الإسلامي بمختلف أطيافه بنخبة علماء الدين لمركزيتهم في عملية التأصيل الشرعي للاجتهادات والاختيارات في التنظيم الحركي، الذي تنطلق ماهيته الفكرية والتنظيمية والسياسية من استلهام المرجعية الإسلامية في رؤية العالم.

  لذلك كان منسوب حضور التنظير لمركز العلماء في الحقل الديني أي “الدعوة” وفي الحقل السياسي لدى الجماعات الإسلامية لافتا ومرتفعا كما وكيفا، مقارنة بتعاطي الأحزاب السياسية مع ملف العلماء، كما سنرى في المطلب الثاني من هذا المبحث، ويعزى ذلك كما أسلفنا لارتباط التنظيمات الإسلامية في فعلها الدعوي والسياسي بالدين وما يتفرغ عنه من خطاب ورموز وممارسات وطقوس بلغة علم الاجتماع الديني.

من ثم كان من الجدير بالتساؤل والتحليل أن نكشف تصور الإسلاميين المغاربة لوظيفة العلماء ومركزهم في الدولة المغربية الحديثة، من خلال استنطاق رؤيتهم الفكرية لنموذج العالم “المثال” أو ما تسميه السرديات الحركية الإسلامية “بالعالم العامل الرباني”.

وسنعمل على استعراض ودراسة الوثائق المرجعية للتنظيمات والفعاليات الإسلامية بمختلف توجهاتها في مقاربتها لموضوع نخبة العلماء من خلال ما يلي:

  1. العلماء في أدبيات جماعة العدل والإحسان.
  2. العلماء في أدبيات حركة التوحيد والإصلاح.
  3. العلماء في أدبيات الحركة من أجل الأمة.
  4. العلماء في الخطاب السلفي المغربي.

1-العلماء في أدبيات جماعة العدل والإحسان:

يحظى العلماء بموقع مركزي في أدبيات مؤسس جماعة العدل والإحسان عبد السلام ياسين، فقد تطرق لمقاربة مكانة العلماء ولمركزهم الديني والسياسي وللأدوار المنوطة بهم في المجتمع والدولة الإسلامية المنشودة، وقبلها في عملية التغيير والإصلاح إبان مرحلة “الدعوة” و”المعارضة” في معظم كتبه ومؤلفاته، على اعتبار أنهم مكون طلائعي في النخبة الدينية للأمة، ضمن ما يسميه النسق اللغوي الياسيني “برجال الدعوة”.[1]

فالدارس لأدبيات جماعة العدل والإحسان التي تحتل فيها مؤلفات مرشدها المؤسس الراحل عبد السلام ياسين المكانة الإيديولوجية المرجعية، يجد حضورا كبيرا لمفهوم “النصيحة” كمحدد ثابت لوظيفة العلماء في علاقتهم بأطياف المجتمع الإسلامي والسلطة السياسية، على اعتبارأن النصيحة في الفكر الياسيني “أمانة طوق الله بها علماء الأمة”[2]، الذين يميزهم عبد السلام ياسين عن “علماء القصور” من خلال معيار الورع الأخلاقي والسياسي المتجلي في استقامتهم وخشيتهم لله تعالى، وعدم دعمهم “للباطل” المرادف في اللغة السياسية لعبد السلام ياسين للاستبداد السياسي.

 وقد وضح ذلك في فقرة من كتابه الضخم “العدل الإسلاميون والحكم” الصادر سنة 2000، استهلها بطرح سؤال ماهية العالم المعتبر في الدين؟ فمن وجهة نظر فقهية حركية كتب “من هم علماء الدين وفقهاء الملة، ما سمتهم؟ ما ضمان استقامتهم؟ علماء القصور وعاظ السلاطين يسخرون ذلاقة لسانهم لدعم الكذب والبهتان يخشون الناس ولا يخشون الله، يطلبون المنزلة عندهم أو يدارونهم ابتداء، حتى تزل الأقدام وتألف الرق بأغلالها، أما الصادقون فهم الذين وصفهم رب العزة سبحانه قائلا: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.[3] ويأتي الفقه في الدين والعلم بأحكامه والتضلع من معارفه تغشاه سكينة الخشية من الله، وإلا كانت الشهادات وذلاقة اللسان حجة على بعض الناس الذين نصروا الباطل وخذلوا الحق”.[4]

خصص الشيخ عبد السلام ياسين منذ البدايات الأولى لمساره الدعوي والسياسي حيزا هاما في تنظيره لنخبة العلماء، إذ اعتبرهم في عدة مؤلفاته حلقة أساسية ونخبة طليعية في قيادة التغيير الإسلامي، ففي رسالته الشهيرة إلى الملك الحسن الثاني المعنونة “الإسلام أو الطوفان” خصص الفصل الثاني منها لمخاطبة العلماء ودعوتهم للقيام بواجبهم الإسلامي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سياسيا ومجتمعيا، وبالأخص في النصيحة للحاكم ومواجهة المد الشيوعي الإلحادي بتعبير الرسالة، فتحدث ياسين إلى نخبة العلماء كفرد منهم أي كعالم له حرقة وغيرة على ضرورة أدائهم لوظيفتهم التربوية في صفوف الشعب ولدورهم النضالي المطلوب في الإسلام، مستشهدا لهم في الدلالة على ذلك “بدور الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني في تأنيب الملوك … وكذلك دور حسن البنا وسيد قطب الزعيمين التاريخيين لحركة الإخوان المسلمين في مصر، إذ أنه يصور مقتلهم كاستشهاد، والنظم السياسية التي أعدمتهم كمثال لحكم الطغيان”.[5]

فقد كتب الشيخ عبد السلام ياسين في نفس الرسالة بأسلوب ناقد للفعل الديني الرسمي للعلماء المغاربة الخاضع للسلطة وامتيازاتها “… ولو قدرتم سادتي العلماء أن تطرحوا كبرياءكم وشحكم لذهبت عنكم الغثائية وداؤها، ولاجتمعتم، فاجتمعت الأمة عليكم، إنكم الحلقة الضرورية في غد الإسلام الزاهر بين القيادة المجاهدة والأمة، وإن الأمة لن تسمع إلا لندائكم إن اتحدتم وتطهرتم وتزكيتم”.[6]

وتحريضا لنخبة العلماء على لانخراط في عملية التغيير الإسلامي المفضي في التصور النظري الخام لعبد السلام ياسين إلى قيام “الدولة الإسلامية” المتميزة بسيادة مؤسسة الدعوة أي العلماء على الدولة وأجهزتها، دعا الشيخ بلغة مباشرة صريحة وحادة العلماء إلى الاصطفاف في وجه الظلم والتغلغل في صفوف الشعب لتربيته واستنهاضه للمطالبة بحقوقه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فكتب “… وأنتم يا علماء المسلمين، يا ملح الأرض، يا أيها الناعسون؟ أنتم أهل الحق فتكلموا يا علماءنا يا أصحاب الفضيلة! إن للفضيلة عليكم لحق، وإنكم طوقتم أمانة الإسلام، ففيم نرى بعضكم يخونها وجمهوركم ساكت؟ ثم نرى بعضكم سابحا في تفاهات المناصب، والامتيازات بعيدا عن الجهاد … أنتم سادتي أهل الحق وقد آن أن تقوموا لله وتصطفوا في وجه الكفر والظلم وترفعوا أصواتكم بكلمة الحق، وإنكم فرسان الميدان لما عقلتم الدور الذي خص به الله العلماء في المجتمع الإسلامي، وإن العلماء بصلاحهم يصلح أمر الأمة، وإن فساد مجتمعاتنا المسكينة ناتج عن تراكم الأمراض الخلقية والسياسية التي كان يعالجها سلفكم الصالح أيها العلماء، بطب الإيمان في مجالس القرآن، يوم كان العلماء يجالسون الشعب في المسجد يتعهدون كل يوم مشاعره ويقاسمونه همه”.[7]

 ولتحقيق الحل الإسلامي المنشود لمشاكل المسلمين يناشد عبد السلام ياسين علماء الدعوة في الكثير من كتاباته إلى الانحياز إلى الشعب “وإمامته” وتربية “العامة” وتوجيهها إيمانيا وسياسيا،[8] ونذكر في هذا السياق مقتطفا من إحدى نداءاته القوية للعلماء “… إنه مصير الإسلام يا علماءنا تتلاعب به أيد غير متوضئة في عتمة الفتنة، فتكلموا! قوموا لله وعلموا الأمة الإسلامية دينها، خطوا لها الطريق إلى غد الإسلام، وحرروا العقول من هيمنة الثقافة الواردة الغازية، وحرروا الضمائر من أرجاس الخيانة بتحرير الشعب من الفتنة الجاثمة فوقه، حرروا البطون من الجوع وانزلوا إلى الشعب من علياء مجدكم المزيف تقاسمون المساكين همهم”.[9]

فانتقاد صمت العلماء وضعفهم عن أداء واجبهم الدعوي والسياسي، ودعوتهم للانخراط في عملية التغيير والإصلاح، هما إذا من العناوين الأساسية لحضور العلماء في تصور جماعة العدل والإحسان إبان مرحلة “الدعوة”، يقابلها تنظير مكثف لمركزهم المستقبلي في مرحلة “الدولة الإسلامية” ضمن ما تسميه أدبيات مؤسس الجماعة بسيادة الدعوة على الدولة والتي بمقتضاها يكون “العلماء العاملون الراسخون في العلم، خاصة الربانيون، هم أمناء الرسل المبلغون عن رب العالمين القادة الشرعيون للأمة”.[10]

فيحظى مفهوم “رجال الدعوة” الذي يستوعب  مختلف  الفاعلين الدينين ذوي السابقة في تربية الأمة وتمثل المعارضة الأخلاقية والسياسية للنظام السياسي “الجبري” و”العلماء الناصحون” بمكانة سامية في الفكر الياسيني في معرض تنظيره للدولة الإسلامية المنشودة، من خلال تأكيده على تفرغهم لوظيفة “الدعوة” المتمحورة حول تربية الإنسان والرقابة الأخلاقية العامة على مؤسسات الدولة لكي لا تخالف مبادئ الإسلام، فيقعد ياسين لذلك “… يتأكد تفرغ صفوة رجال الدعوة للدعوة، وانتصارهم وفلاحهم يقاس بقدرتهم على مراقبة الدولة من خارجها، يفوضون لبعضهم الإشراف المباشر على شؤون الحكم، ويستعينون بالنظراء الفضلاء أصحاب المروءات والكفاءة والنصيب من الإيمان، أما أن يعتبروا شرفهم في النهوض المباشر بالأعباء وأن ينهمكوا بكليتهم في تصريف الهموم اليومية “للحل الإسلامي” فذاك القضاء المبرم على الدعوة”[11].

لذا يحذر عبد السلام ياسين العلماء وعامة الفاعلين الدينيين من الانغماس المباشر والكلي في العمل السياسي والمؤسساتي في الدولة الإسلامية المنشودة، ويعتبر وقوع ذلك انحرافا عن رسالة وغاية دولة القرآن “… الحل الإسلامي طامة كبرى على الدعوة إن انخرط الدعاة بكامل عددهم وتحولوا مديرين ووزراء ومستشارين وتركوا المسجد وتركوا صحبة الشعب، وتركوا تربية الأجيال، وتركوا مجالسة المسلمين”.[12]

ومن ثم يلتقي التصور الياسيني من خلال إيمانه بانخراط وتحمل بعض العلماء والإسلاميين فقط وليس كلهم لمسؤولية الفعل السياسي المباشر سواء في مرحلة الدعوة والمعارضة أو إبان المشاركة في تدبير أجهزة الدولة، في مجمله وبشكل موضوعي مع أطروحة المفكر المصري عبد الوهاب المسيري حول العلمانية الجزئية[13] وكذا الاجتهاد التنظيري لسعد الدين العثماني في تمييزه بين الوظائف الدينية والسياسية.[14]

لكن يبقى التصور السياسي للشيخ عبد السلام ياسين المندرج ضمن الفقه السياسي السني الإصلاحي المعاصر الآملفي قيام الدولة الإسلامية القطرية والخلافة الإسلامية الجامعة من بعد، خاصة في شقه المتمثل في التنظير لثنائية الدعوة والدولة مجهودا فكريا خاما يحتاج إلى المزيد من التدقيق والتطوير لتوضيحه أكثر، لاسيما فيما يخص طبيعة العلاقة  الناظمة بين مؤسسة الدعوة والدولة، في تقاطعها مع خصائص البناء الدستوري للدولة المدنية الذي يتأسس على ثنائية الأغلبية والمعارضة، بما  يضمن عدم الوقوع في الاستبداد باسم السلطة الدينية للعلماء ولرجال الدعوة. لكن يبدو أن عبد السلام ياسين يعول لمواجهة هذا المزلق الاستبدادي على آليتي الشورى والبيعة للحيلولة دون حصول ذلك، إذ مشروعية الحاكم مستمدة من البيعة الشرعية، ومن التزامه بالشورى، وهما ضابطان أساسيان من ضوابط التصور الإسلامي.[15]


[1] – تتكون فئة رجال الدعوة/ أهل القرآن في فكر عبد السلام ياسين من جميع الفاعلين في حقل الدعوة الإسلامية من العلماء والفقهاء والقيادات الدينية والفعاليات والمؤسسات الإسلامية ذات الإسهام المجتمعي في الدعوة والتربية والفكر الإسلامي. وتعد ثنائية الدعوة والدولة مفهوما محوريا في كتب المرشد الراحل لجماعة العدل والإحسان. إذ يعرفه بـ “… وقوف أهل القرآن علماء الأمة بجانب مطالب العدل والاستقامة والخلق عينا رقيبة من مكان عز القرآن وسيادته على السلطان، يشتغل أهل السلطان الحكام مديرو دواليب الدولة بتسيير دواليب الدولة وإدارة مؤسساتها تحت مراقبة يمارسها الشعب وتنطق بها الدعوة وتراقب وتحاسب”، انظر كتابه، العدل الإسلاميون والحكم، مطبوعات الصفاء للإنتاج. الطبعة الأول ى2000. إفريقيا الشرق ص 569.  كما يعرف عبد السلام ياسين في سياق آخر رجال الدعوة بأنهم “العلماء بما أنزل الله على رسوله الخاشعين لله، إليهم يتحاكم المسلمون، ولأمرهم يطيعون في محل النزاع. إليهم لا إلى غيرهم إن كانوا سائرين مع القرآن لا تابعين خائفين مستسلمين للسلطان. نفس المرجع ص  573

[2] – Mohammed Tajrioui، Religion et Politique dans le Discours Islamiste Maghrebien Actuel.  Thése de Doctorat, Univesité de Nancy. Faculté Droit et Economie 1997-1998p :118

وحول توظيف آلية الوعظ والنصيحة من قبل عبد السلام ياسين في معارضته للنظام السياسي، من خلال تمثله لتجربتي محمد عبد الكبير الكتاني والحسن اليوسي، انظر عبد الإله السطي، الملكية والإسلاميون في المغرب، مقاربة لآليات الإدماج والإقصاء في النظام السياسي المغربي من خلال نموذجي حزب العدالة والتنمية وجماعة العدل ولاحسان سلسلة وجهة نظر. مطبعة النجاح الجديدة الطبعة الأولى 2012 ص  99-104.

[3] – سورة النساء الآية: 59.

[4] – عبد السلام ياسين العدل الإسلاميون والحكم مرجع سبق ذكره ص  573.

[5] – محمد العيادي، عبد السلام ياسين أو وزن النماذج (الباراديغما) في مسار رجل الدين الجديد، مجلة نقد للدراسات  والنقد الاجتماعي. الجزائر. العدد11. ربيع 1998 ص  7.

[6] – عبد السلام ياسين، رسالة الإسلام أو الطوفان سنة 1974. نسخة الكترونية pdf موجودة في الموقع الرسمي لمرشد جماعة العدل والإحسان  www.yassine.net  ص  110

[7] – عبد السلام ياسين، افتتاحية العدد الأول من مجلة الجماعة سنة 1979 في نسخة الكترونية على الرابطwww.yassine.net/er/document/4305html         

[8] – تحضر مفاهيم “صحبة الشعب” و”إمامة الأمة” والكينونة مع السواد الأعظم أي”العامة” كمحدد مركزي لمهمات علماء الأمة /رجال الدعوة في العديد من مؤلفات عبد السلام ياسين من أبرزها: المنهاج النبوي سنة 1982، العدل الإسلاميون والحكم سنة 2000 ورجال القومة والإصلاح سنة 2001 وإمامة الأمة سنة 2009 وجماعة المسلمين ورابطتها سنة 2012.

[9] – عبد السلام ياسين، افتتاحية العدد الأول من مجلة الجماعة سنة 1979. مرجع سبق ذكره.

[10] – عبد السلام ياسين، الإحسان، الجزء الثاني، مطبوعات الأفق الدار البيضاء. الطبعة الأولى 1998 ص  152.

[11] – عبد السلام ياسين، العدل الإسلاميون والحكم مرجع سبق ذكره ص  437.

[12] – نفس المرجع.

[13] – العلمانية الجزئية مفهوم أصل له عبد الوهاب المسيري مقابل العلمانية الشاملة التي تفصل الدين والأخلاق والقيم عن الحياة العامة والدولة تبعا، بينما للعلمانية الجزئية أو الأخلاقية والإنسانية بلغة المسيري بعد وظيفي يقوم على تمييز وفصل الوظائف الدينية عن الدولة فقط، انظر بتفصيل أطروحته النظرية في كتابه، العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة في جزأين عن دار الشروق المصرية بالقاهرة سنة 2002.

[14] -انظر ذلك بتفصيل في كتابيه:

 – تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم، الدلالات المنهجية والتشريعية، منشورات الزمن. الطبعة الأولى الرباط، 2003.

– الدين والسياسة تمييز لا فصل، المركز الثقافي العربي الطبعة الأولى الدار البيضاء 2009.

[15] – عبد العلي حامي الدين، المسألة الدستورية في الفكر السياسي المغربي المعاصر، أطروحة دكتوراه في القانون العام، مرجع سبق ذكره ص 380.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق